كعادته جاء الديربي117 بين الغريمين البيضاويين الرجاء والوداد بكل أنواع التشويق والعطاء وبكل أنواع التنافس من الملعب إلى المدرجات امتدادا إلى خارج الملعب ، أجواء ولئن صلت وجلت عبر العالم لن تجدها إلا في العاصمة الاقتصادية للمملكة حيث عشاق الحمرا ونظرائهم عشاق الخضرا . هو نموذج واحد عبر العالم وهي رجاء واحدة ووداد واحدة وهي إلترات ببصمات خاصة وتشجيع منقطع النظير مع هندسة ورسوم وإبداع لتيفوات الفت أن تتصدر التصنيف العالمي من حيث جماليتها وحسن منظرها وقوة رسالتها وإبداع صانعيها . فوز الوداد بهدفين لواحد جاء مستحقا نظرا لطريقة التي يلعب بها الفريق الأحمر طريقة جعلت من لاعبي فريق الرجاء يستعجلون في تنفيذ عملياتهم الهجومية حيث انتهت معظمها بتدخل من طرف الدفاع الودادي والذي كان منشطا بطريقة حالت دون نجاح مجموعة من العمليات الهجومية للفريق الأخضر، وعرف اللقاء تألق ألاعب الواعد الهجهوج الذي يتميز بإمكانيات هائلة وأسلوب فني يجعله يصنع الفارق في أي لحظة وكان له ذلك بعد أن سجل أول الأهداف لفريقه . فالرجاء ومع مطلع هذا الموسم الكروي عرف مجموعة من التغيرات لا على مستوى تركيبته البشرية أو التقنية ، الاستغناء عن بنشيخة بعد سلسلة من النتائج السلبية والقدوم بمدرب برتغالي له رأيته الخاصة وتجربته الخاصة مع فريق الرجاء جعل من أمر استقرار النتائج ومعه استقرار التشكيل الرسمي لكتيبة الرجاء شيئا صعبا رغم أن الفريق الأخضر يتوفر على أسماء كبيرة مقارنة مع فرق أخرى تمارس في البطولة المحلية ، إلا أن النتائج لم ترقى لمستوى الأسماء ولم ترقى إلى تطلعات جمهور الخضرا الذي أصبح غير راضي بالمرة على المكتب المسير للفريق بعد استمرار هذه السلسلة من النتائج المخيبة للآمال .
فريق الوداد يبصم على بداية جيدة هذا الموسم وهو الذي يتصدر ترتيب الدوري المغربي للمحترفين وبدون تسجيل أي خسارة ب20 نقطة بعد الفوز الأخير على الغريم ، فوز سيحفز لاعبي الفريق إلى مزيد من النتائج الايجابية مع مدرب لا يعرف إلا لغة الانجازات . انتصارات وفريق من هذا النوع انتظرهما جمهور الفريق الأحمر بعد غياب طال انتظاره و تحمله . ولعل أن الديربي 117 شهد ندية وقتالية غابت عن ديربيات السنين الأخيرة ، حيث استماتا لاعبوا الفريقين في الدفاع عن قميصهما بشكل ارتفعت معه الأهازيج وشعارات الالترات من داخل الملعب مما أعطى للمنافسة رونقا استثنائيا ، وذلك راجع بالأساس إلى حاجة كل من الفريقين لنقط الفوز، الوداد من اجل توسيع الفريق والهروب عن غريم يشكل منافسا شرسا عن لقب البطولة ، والرجاء من اجل الخروج من أزمة النتائج المسجلة . وشاءت الأقدار بأن يواصل الوداد تألقه وتواصل الرجاء نكستها ، في ظل غياب تشكيل منسجم وقار وفي ظل غياب مجموعة من العناصر التي شكلت العمود الفقري لتشكيلة الأخضر اخص بالذكر المدافع بالمعلم الذي اثر غيابه بشكل واضح عن عطاء الفريق كما أن اللاعبين الهاشمي وكوكو تأثرا بشكل كبير جراء طول فترة مكوثهما على دكة البدلاء بقرار من السيد خوسيه روماو ناهيك عن الفراغ الذي خلفه كل من متولي ولاعب الارتكاز عصام الراقي . تصدعات هنا وهناك وتقلبات وعدم استقرار في الجهاز الفني حيث وانه من الممكن جدا التخلي عن السيد روماو نظرا لهذه النتائج الكارثية التي ومن الصعب تقبلها ، هذه كلها مشاكل تعاني منها القلعة الخضراء بعد تألق شهد عليه العالم وبعد انجاز تاريخي في موندياليتو المغرب العام الماضي ، الكل ضرب عرض الحائط فبدل الاستمرار في الصورة الحسنة التي رسمها الفريق ، أبى المكتب المسير لنادي إلا أن يدخل الفريق إلى نفق مظلم قد يعصف بكل طموحات متتبعي الرجاء ومحبيها .