بعد احتضانه لنسخة وحيدة والتي كانت سنة 1988,يستعد المغرب لاحتضان الكأس الإفريقية في نسختها32 مطلع السنة المقبلة . حيث سيزداد الضغط أكثر على النخبة الوطنية للتحقيق نتائج أفضل بعد تخبط عسير في سلسلة من النتائج الكارثية والتي جعلت من متتبعي المشهد الكروي ببلادنا يفقد الأمل نهائيا في انجاز قد يكتب. ولا أظن أن جامعة الكرة ببلادنا قد أخذت الدروس تلو الدروس وكأن شيئا لم يحدث مازال العبث هو العبث رغم تفاقم حجم الوضع واستمرار النكسات تلو النكسات أخرها كان السقوط المدوي أمام نسور نيجيريا في كاس إفريقيا للاعبين المحليين . العبث هو عنوان تسيير الشأن الكروي ببلادنا وأخر عنوان للعبث هو تعيين مدرب مؤقت على رأس المنتخب لمباراة واحدة تلك التي سيجريها أسود الأطلس ضد منتخب الغابون في مارس القادم . لا اعلم لماذا رفضت جامعة تصريف الأعمال والتي يسيرها عبد الله غلام في الكشف عن ربان رسمي لسفينة المنتخب الوطني المغربي التائهة , والاكتفاء بالهولندي بيم فيربيك كمدرب مؤقت وعبد الله الإدريسي و حسن بنعبيشة مساعدين له. ولا يوما أدركت هذه الجامعة بان سياسة التلبيق هي السبب في كل النكسات ,ولا يوما أدركت هذه الجامعة بان حجم خيبات الأمل أصبح لا يطاق, ولا يوما أدركت هده الجامعة بان حجم الأموال التي خصصت للمنتخب هي بميزانية دولة وبلا جديد يذكر. فقط مازلنا على نشوة لقب 1976بإثيوبيا وجيل العربي احرضان وأحمد فرس والتازي واللائحة تطول . للأسف هي العشوائية في التسيير وارتجال في القرارات وقرارات تملى و الأخرى بدون عنوان. إلى متى سنظل بلقب يتيم وملايير تصرف ؟ هذا سؤال شعب شغوف بالمستديرة . لا نكاد نقول حتى, انتهى عهد الفهري ونقول هذا عهد كرة جديد , حتى تفاجأ بنفس السياسة إلا أن الأول هرب وفر بسبب التقرير المالي والتالي رفض من طرف الفيفا بعد طعن الأخيرة في الجمع العام . ويبقى أمر الجامعة معلقا ومعه العديد من الأسئلة التي تتعلق بالحدث الإفريقي ومدى استعداد المنتخب المغربي وجاهز يته للمنافسة على اللقب أمام جمهوره وبعقر الدار . ومع غموض قرارات الجامعة وعدم استقرار تسييرها . يظل الواضح والأكيد أمامنا , هو أن سنة يتيمة فقط تفصلنا عن الحدث الإفريقي القادم وهي غير كافية لإعداد منتخب منسجم قادر على مبارزة ومناطحة باقي منتخبات الأدغال . خصوصا أن جل العناصر التي يعتمد عليها دائما وغالبا تمارس بالدوريات الأوروبية وبعيدة كل البعد عن أجواء المنافسة بالثوب الإفريقي .بل وغالبيتهم يفتقد لثقافة المستديرة في موقعة ومجال الحدث الإفريقي . أما اللاعب المحلي فهو جاهز وينتظر, إلا أن افتقاد ثوب البطل و غياب الثقة في النفس يجعلونه حبيس كرسي الاحتياط أو في لائحة الانتظار,و دائما وعلى نفس الصراط ولئن استمرت خيبات الأمل, تجري دواليب محاولات النهوض بالكرة المغربية كما لا يشتهيها المهووس بحبها والعاشق لراية الوطن خفاقة كغيرها. فبعد تجربة المركب الرباعي ,وتجربتي البلجيكي ايريك غريتس ورشيد الطوسي, والملايين المصروفة والأعصاب المشدودة والمسؤولية الغائبة واللامبالاة الحاضرة وسوء النتائج المسجلة . تأتي الجامعة بمركب ثلاثي هجين ومؤقت , في انتظار مركب أخر قد يعصف بالكرة نهائيا ويذهب بها إلى المجهول . متى ستدرك الجامعة مسؤولياتها وواجباتها اتجاه كرة القدم الوطنية على الأقل حفظ ماء وجهها وعدم جرها لمراتب دون المستوى في التصنيف العالمي بعدما كنا في المرتبة العاشرة يوما وكان ذلك بعد المشاركة المتميزة للأسود في مونديال 1998وجيل ذهبي من اللاعبين من بصير إلى النيبت والمتألق مصطفى حجي ... ,حتى أصبحا يوما وبفعلة فاعل من بعد السبعين . وحتى لا نطيل الكلام ونكرر ما قيل وما سيقال , فإن الجامعة بتصرفها هذا تضع مستقبل مشاركة الأسود في الحدث القاري المزمع تنظيمه بالمغرب ,على كف عفريت , خصوصا وأنها تحرمه من شروط الاستعداد الجيد , في ظل ضيق الوقت واقتراب موعد الاستحقاق الغير العادي بالنسبة للنخبة الوطنية , وبالتالي تكون جامعة الكرة مع موعد مع نفس الأخطاء , بنهج سياسة الأذن الصامتة وتنفيذ ما يملى من جهات لا تفقه لا في هواية ولا في احتراف المستديرة.