بعد كل هزيمة، يراهن المسؤولون على الفشل في أن يفقد المغاربة ذاكرتهم مرة تلو الأخرى ، حيث يتم التعامل معهم على نحو يعتبرهم شعبا تعود على مراكمة خيبات الأمل والاستسلام للنكسات كقدر حتمي ولعين يطاردهم. ويريد أهل الحكمة والرشاد للرأي العام بكل تلاوينه وبكل الوسائل أن يكون مدجنا ، يغضب وينفعل ، يستنكر ويصرخ يستفيق على مرارة المذلة ، لكن سرعان ما يعود لينسى ماحدث ، كأن شيئا لم يحدث . فيتقبل شعب الهزيمة - كما يعتقدونه – الهزائم وتستمر الأوضاع . برشاد متجدد وبعناوين جديدة قديمة وأسماء ضيزى من قبيل : ” إطارجديد للإنقاذ” ، ” فريق عمل مؤقت ” ، ” لجنة رباعية الدفع ” أو ” ثلاثية الأبعاد” ،” خلية مشاورات ” ، أو حتى ” دعويون جدد في الرياضة “. فعلى إثر نكسة دار السلام وما صدر عن الوزارة الوصية عن قطاع الرياضة والشباب من تصريحات وخرجات إعلامية للسيد الوزير ، لامتصاص غضب الشارع ، ولتعبئة الرأي العام في اتجاه التفاعل مع ثورة موعودة ومرتقبة سيحدثها السيد الوزير في الرياضة المغربية . فإن المغاربة مازالوا ينتظرون متى تقلب أيدي الوزير من موقع مسؤوليته الطاولة على من قادوا الكرة المغربية إلى هذا الوضع الكارثي ، مازالوا ينتظرون أن ترحل كل الوجوه والأسماء المكرورة والمعروفة لدى الخاصة والعامة ، والتي دفعت كرتنا إلى سكتة قلبية أفقدت المتحكمين في القرار الرياضي القدرة على استشراف ملامح المرحلة القادمة . أسئلة كثيرة يتداولها الشارع المغربي من مثل : ماذا بعد نكسة دار السلام والآن ؟ لماذا يتم التغاضي عن تحديد المسؤوليات، ولا تتم المحاسبة في كل مرة بعد الإخفاقات ؟ لماذا يتشبث المغاربة دوما بكراسيهم الخشبية ضدا على مصالح البلاد والعباد ؟ من سيستمر ومن سيرحل عن كرتنا إلى غير رجعة ؟ من يحق له الآن بحكم القانون وبمراعاة منطق الحال والمرحلة ، أن يتخذ القرارات الحاسمة التي تحدد ملامح المنتخب الوطني ؟؟؟ إن الأوساط الرياضية لاتأخذ تصريحات الوزارة الوصية بشأن إحداث ثورة في الرياضة المغربية على محمل الجد . لأن المطلب في حد ذاته هو مطلب من المطالب الشعبية منذ عهود ، ولأن هذه الأوساط نفسها تابعت في الماضي كيف تم التعامل مع مطلبها الشعبي في ضرورة إعادة تعيين بادو الزاكي مدربا للمنتخب في أوج الأزمة . ثم كذلك لقد تعودنا أن تكون ثوراتنا كلها هادئة ، سواء أكانت في الرياضة أو في مجالات أخرى فهي دائما تحافظ على الأنظمة القديمة ورموزها في تسيير شؤون قطاعاتنا . وكأنما البلاد في الرياضة لم تنجب إلا هؤلاء؟.. وغالبا ما تنتهي السيناريوهات بإبعاد مسؤول سام بعد تكريمه حماية له وحفاظا على وجدانه رغم تهشيمه لصورتنا الجماعية والعبث بشعورنا وانتمائنا . وتبقى دار لقمان على حالها يسيرها أشباح وخفافيش الريع والفساد والهدر . محسن الشركي