من مواليد مدينة خريبكة، هاجر إلى فرنسا، في سن الرابعة، وبها تلقى تكوينه الابتدائي والثانوي، الذي توج بشهادة البكالوريا سنة 1989، ثم الدراسة الجامعية التي توجت بدبلوم السلك الثالث سنة 1997. اشتهر نور الدين كرم بتقديم مجموعة من البرامج في إحدى الإذاعات الخاصة، قبل أن يعود إلى أرض الوطن سنة 2006، إذ قدم أول برنامج له في الإذاعة الدولية في 17 يوليوز من السنة ذاتها، وهو التاريخ الذي تزامن مع تولي لطيفة أخرباش إدارة الإذاعة المركزية. وخلال سنة 2009، التحق كرم بإذاعة "شذى إف إم"، كمسؤول عن البرامج، ومنشط مجموعة من البرامج بها، من بينها "كوا د 9"، و"مورنينغ"، قبل أن يطلق أخيرا برنامج الجديد "سوارينغ". في هذا الحوار مع "المغربية"، يتحدث نور الدين كرم عن جديده الإعلامي، وعن تجاربه، ونظرته للساحة الإعلامية الوطنية. شرعت، أخيرا، في تنشيط برنامج جديد على محطة "شذى إف إم"، ما هي أهم مميزات هذا العمل الإذاعي الجديد؟ البرنامج الإذاعي الجديد الذي يحمل عنوان "سوارينغ"، هو ثمرة مجهود بين مختلف الإداريين وطاقم البرمجة في "شذى إف إم"، والهدف منه هو تقريب عدد من النجوم من الجمهور المغربي، من جهة، وكذا خلق فسحة تواصلية وفنية وترفيهية أسبوعية، من جهة أخرى. وأود أن أشير إلى أن الحلقات الأولى من البرنامج استطاعت جلب جمهور من مختلف مدن المملكة، عبروا عن إعجابهم بهذه الفكرة، وهو ما لمسناه من خلال الرسائل الإلكترونية، والمكالمات الهاتفية التي توصلت بها الإذاعة. ألا ترى أن البرنامج الجديد هو شبيه ببرنامج الشهير "سبت الحيحة"، الذي قمت بتقدميه في وقت سابق بالإذاعة الدولية؟ ممكن، ولا أنكر أنه بفضل برنامج "سبت الحيحة"، تعرف علي الجمهور، وهو البرنامج الذي حقق نجاحا كبيرا، وبالنسبة إلى البرنامج الجديد، فله نفس آخر، مخالف عن البرنامج الأول، لأنه يبث في إذاعة خاصة، كما أنه يعرف حضور الجمهور إلى البلاطو، فضلا عن استضافة مجموعة من النجوم من ميادين مختلفة، في حلقة واحدة في محاولة لتبادل أطراف الحديث. شكل برنامج "سبت الحيحة" نقلة نوعية في مسار الإذاعة الدولية، التي عرفت بالتزامها الإخباري والثقافي، كما كان برنامجك الوحيد الذي يبث باللهجة المغربية، كيف ترى هذه التجربة؟ تزامن ولوجي إلى مبنى دار البريهي بالرباط في التفكير الجدي في تطوير المحطات الإذاعية المركزية، خاصة مع ميلاد الإذاعات الخاصة، وبالتالي كان من الواجب أن تنخرط الإذاعة الدولية المركزية في هذه المرحلة الانتقالية، وهو ما دفع بي إلى اقتراح برنامج باللهجة الدارجة على مسؤولي الإذاعة، الذين تقبلوا الفكرة، ومع توالي بث حلقات البرنامج استطاعت الإذاعة جلب مداخيل إشهارية عالية، كما تفاعلت مجموعة من الجماهير مع فقرات البرنامج، وباتت الإذاعة الدولية قبلة لمكالمات الجمهور المغربي، من مختلف مدن المملكة. ما الأسباب التي كان وراء تخليك عن الإذاعة الدولية، في ظل النجاح الذي حققه برنامجك؟ شخصيا، لا أعرف الأسباب، أخبرت لحظة وصولي إلى الإذاعة بخبر الاستغناء عني، وهو ما دفع بي إلى توجيه رسائل للاستفسار من قبل المسؤولين، ولحد الآن لم أتوصل بأي جواب، و"اللي فات مات". ارتبطت برامجك بكونك تتحدث فيها أحيانا بمصطلحات اعتبرها البعض لا تليق بالمستوى العام، ما ردك على ذلك؟ أود أن أشير إلى أن كل كلامي في البرامج التي أقدم هي من أعماق قلبي، وأنا لا أصطنع في أية عبارة، كما يعرف الجميع، فأنا من المهاجرين العائدين إلى أرض الوطن، وعشت أكبر سنوات حياتي بالديار الفرنسية، وبالتالي لهجتي المغربية "على قد الحال". كيف ترى المقارنة بين اشتغالك ب"الإذاعة الدولية و"شذى إف إم"؟ بكل تأكيد لا مقارنة لأن لكل محطة إذاعة طريقة الاشتغال، وجمهور خاص بها، كما أنني لا أريد الدخول في متاهة المقارنات، لأن الجمهور في الإذاعة الدولية له خصوصيات من بينها أن يمكننك الحديث أكثر بلغات مختلفة، لكن في "شذى إف إم" غالبية عبارات الحديث تكون باللهجة المغربية، حتى نقترب أكثر من الجمهور. عدت إلى أرض الوطن، بعد هجرتك إلى فرنسا لسنوات عدة، ما الدوافع وراء ذلك؟ عودتي إلى المغرب، كانت في البداية لمجرد قضاء عطلتي الصيفية بأرض الوطن، قبل أن أقرر الاستقرار هنا ببلادي، في الوقت الذي مازالت عائلتي تقطن في فرنسا، لكننا نتبادل الزيارات في ما بيننا، و"في الصراحة ما كاين ما احسن من البلاد". كيف ترى الساحة الإعلامية الوطنية عموما، والإذاعية على وجه الخصوص؟ الإعلام في المغرب يتطور، ويجب أن يتطور أكثر، حتى يحقق المبتغى منه، كما أنه من الضروري أيضا فسح المجال أمام الشباب، وذوي الاختصاص حتى يستنى لهم تقديم صورة إعلامية احترافية ترقى لتطلعات الجمهور المغربي، وتتبوأ لمكانة مهمة في التنافس مع الإعلام الأجنبي الذي بات يغزو الساحات العالمية عبر القنوات الفضائية. إذاعيا، المغرب خطى خطوات مهمة، تجلت في ميلاد محطات خاصة، وهو ما خلق منافسة محلية تجلت في اختيار المستمع لمحطة معينة، كما أن ذلك ساهم أيضا في تنويع البرامج المقدمة للمتلقي. بعيدا عن الإعلام، من هو نور الدين كرم، الإنسان؟ أنا "شرقاوي حر"، من مواليد مدينة خريبكة، وأعشق التراث المغربي، خاصة "اعبيدات الرمى"، وأرتاح جدا عندما أكون بأرض الوطن، أعيش حياتي اليومية مثل كل الناس، تزوجت مرتين و"ربي ما كملش"، حاليا أصب كل اهتمامي لتطوير أدائي الإذاعي، وأتواصل مع الجمهور كلما سنحت الفرصة لي بذلك، ومدمن على الإنترنت، خاصة في موقع "فايسبوك"، الذي أراه فضاء للتواصل.