تحت شعار : " جميعا ضد الاستغلال المكثف للطبقة العاملة، وللتصدي للهجوم على حقوقها ومكتسباتها، ولتحسين أوضاعها " نظم الاتحاد المحلي لنقابات خريبكة التابع للاتحاد المغربي للشغل فاتح ماي لهذه السنة، فابتداء من الساعة الثامنة صباحا تم الشروع في تزيين المنصة، وبدأ العمال والعاملات في التقاطر على المقر وجنبات المنصة حيث أطلقت أغاني مارسيل خليفة والشيخ إمام وفرقة أغاني العاشقين القلسطينية، وبعد إتمام الاستعدادات بدأ الاحتفال بالعيد الأممي على نغمات " نشيد الاتحاد المغربي للشغل " بعده تليت كلمة الأمانة الوطنية والاتحاد المحلي والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بخريبكة، وقد تطرقت كلمة الاتحاد المحلي إلى الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة للنظام الرأسمالي العالمي ومحاولة تحميل وزرها للشعوب وخاصة الأنظمة التابعة، وأيضا للأزمة محليا وما تقوم به الدولة والحكومة للإلقاء بثقلها على الشعب المغربي وخاصة الطبقة العاملة، وتم اقتراح بعض الحلول من قبيل سن ضريبة على الثروة ومحاربة التملص الضريبي وفرض الضريبة على كبار وأغنياء الفلاحين، ووقف التبدير الذي يقوم به مسؤولو الدولة والحكومة، كما تناولت الهجوم على الحريات النقابية وبالأخص الاقتطاع من أجور المضربين ومحاولة تمرير قانون الإضراب، ومطالبة الدولة بإرجاع ماتم اقتطاعه من الأجور وبالتصديق على اتفاقيات منظمة العمل الدولية وخاصة الاتفاقية 87، وتطرقت أيضا إلى أزمة صناديق التقاعد وخاصة الصندوق المغربي للتقاعد، وتم اقتراح الرفع من مساهمة الدولة إلى الثلثين وعقلنة تدبير وتسيير الصناديق، وعرجت على لجوء الدولة والإدارات إلى شركات الوساطة كنوع من الريع وعلى حساب حقوق العمال وطالبت بترسيمهم وإدماجهم في القطاعات التي يعملون بها، وبالإلغاء الكلي لهذا الصنف من الشركات، كما تطرقت للقمع الذي تتعرض له النضالات العمالية ومحاكمتهم بالفصل 288 من القانون الجنائي السيء الذكر ، وتمت المطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم النقابيين، وخلصت إلى أن الوضع يحتاج إلى تكثيف الجهود والنضالات الوحدوية للتصدي لهجوم الحكومة والباطرونا. بعد ذلك تم التطرق إلى الأوضاع محليا وما يعانيه عمال الوساطة مع المجمع الشريف للفوسفاط من مشاكل وهضم الحقوق، وتمت المطالبة بإرجاع عمال هذه الشركات الذين كانوا معتقلين إلى عملهم، كما تناولت أوضاع عمال شركة " كادكس " للمتفجرات والذين يعيشون أوضاعا هي أقرب إلى العبودية مطالبة بتنفيذ الاتفاق الذي تم مع إدارة الشركة بخصوص ترسيم المستوفين للشروط القانونية، وتحسين أوضاع العمال بصفة عامة، وتكلمت عن التراجعات التي تعرفها الخدمات الاجتماعية في قطاع الفوسفاط والحيف الذي طال عمال " سميسي " سابقا. وطالبت باحتساب سنوات العمل قبل الإدماج في المجمع في الأقدمية العامة والتقاعد والترقية، وبالتعويض عن التوقيف، وعرجت على معاناة عمال الجماعات المحلية عموما مع بعض الرؤساء الذين باشروا اقتطاعات من أجور المضربين عن العمل مطالبة بالتراجع عن ذلك، واحترام الحريات النقابية في القطاع، وعرجت على المشاكل التي تعيشها بعض القطاعات كالتعليم والصحة والتكوين المهني، وما تعانيه من نقص في الموارد البشرية والتجهيزات، والأزمات التي تعرفها تلك القطاعات ومضاعفاتها على العاملين بها، بعد ذلك تم التنديد بالقمع الذي تتعرض له الحركات الاحتجاجية وبالأخص المعطلين والطلبة والعمال وحركة 20 فبراير، وتم التعبير عن التضامن مع ثورات شعوب العالم العربي، ومع كفاح الشعب الفلسطيني من أجل تحرير وطنه، ومع نضالات شعوب العالم ضد الامبريالية والرأسمالية المتوحشة، وتم التعبير عن التضامن مع الدكتور " سعيد مصدق " الذي تم الاعتداء عليه بشكل وحشي يوم 6 ماي 2008 أمام وداخل محكمة الاستئناف بخريبكة من طرف الشرطي " محمد بزيز " ومطالبة العدالة بإنصافه وبوضع حد للتماطل الذي يعرفه ملفه منذ 5 سنوات. بعد ذلك انطلقت المسيرة في جو حماسي رائع حيث كانت الأحشد من بين المسيرات للنقابات الأخرى، وجابت أهم شوارع وسط المدينة رفعت خلالها شعارات مكتوبة وللترديد، واختتم الاستعراض حوالي الساعة الواحدة زوالا بنشيد " هذا العرس الذي لا ينتهي " و " لنا يرفاق لقاء غدا " .