براتشي قال إن البركة كانت معه والميلاني يدافع عن اختياراته خيم الحزن والأسى على وجوه لاعبي كل من فريق أولمبيك خريبكة والدفاع الحسني الجديدي، وأطقمهما الطبية والتقنية، وعلى ممثلي وسائل الإعلام، كما على الجمهور القليل الذي تابع المباراة، وحتى على رجال الأمن. وظل الجميع يتحدث عن خصال الراحل جواد أقدار، وملابسات وفاته، بمدينة أكادير، نصف ساعة فقط، بعد مشاركته في العشر دقائق الأخيرة، في المباراة التي جمعت بين فريقه حسنية أكادير والنادي القنيطري، ليلة يوم السبت الماضي، بملعب الانبعاث بمدينة أكادير. وقبل انطلاق مباراة أولمبيك خريبكة والدفاع الحسني الجديدي، التي احتضنها مركب الفوسفاط بمدينة خريبكة، عصرأول أمس الإثنين، لحساب الجولة الخامسة من منافسات البطولة المغربية « الاحترافية»، رفع بعض أفراد جمهور أولمبيك خريبكة لافتة كتب عليها الرقم 29 مرفوقا بصورته، وهو الرقم الذي كان يحمله الراحل، عندما كان يلعب مع الأولمبيك، بعدما تدرج في مختلف الفئات العمرية للفريق الخريبكي، كما رفع لاعبو خريبكة لافتة تقدموا من خلالها بأحر التعازي لأسرة الفقيد أقدار، ليقف الجميع بعد ذلك دقيقة صمت، تمت خلالها قراءة الفاتحة على روح الفقيد. ولم يكسر أجواء الحزن هاته غير الهدف المفاجئ الذي سجله جلال الداودي ضد مرماه في الدقيقة الخامسة، معلنا عن الهدف الأول لصالح أولمبيك خريبكة، قبل أن يعادل الجديديون النتيجة لصالحهم في الدقيقة السابعة عشرة، عن طريق اللاعب سمير آيت بيهي، لاعب خريبكة سابقا، بعد مرتد هجومي خاطف فاجأ دفاع الأولمبيك، وهشام علوش، حارس مرمى الأولمبيك. مع بداية الجولة الثانية، قام عبد الصمد الشاهيري بدفع واضح للاعب المهدي قرناص داخل منطقة جزاء خريبكة، دون أن يكون تموضع هذا الأخير يشكل خطرا على الحارس علوش، ليعلن الحكم يوسف لهراوي، عن ضربة جزاء لصالح الجديدة، دون أدنى احتجاج من لاعبي خريبكة، في الوقت الذي تغاضى فيه عن إشهار الورقة الصفراء الثانية التي كانت تفرض مغادرة الشاهيري في اتجاه مستودع الملابس. ونجح زكرياء حدراف في ترجمة كرة الجزاء للهدف الثاني لصالح الجديدة في الدقيقة الواحدة والخمسين. دقيقتان بعد ذلك ارتكب الشاهيري خطأ جديدا ليتلقى البطاقة الحمراء، بعدما كان لهراوي تسامح معه قبل ذلك، ليواصل الخريبكيون المباراة بعشرة لاعبين فقط، ومع إصرارهم في العودة في النتيجة تأتى لهم ذلك عن طريق يوسف نافع، مدافع الأولمبيك، الذي سجل هدف التعادل لصالح خريبكة في الدقيقة الواحدة والثمانين، لتنتهي المباراة بالتعادل بهدفين لمثلهما. عقب نهاية المباراة، شدد محمد جواد الميلاني، مدرب الدفاع الجديدي على التأكيد على أنه فريقه حل بمدينة خريبكة من أجل العودة بثلاث نقاط، خصوصا بعد الخسارة أمام الجيش الملكي في الجولة الماضية، مضيفا أن أولمبيك خريبكة كانت مصرة على ذلك أيضا بعد خسارتها في المباراة السابقة. ودافع الميلاني، الذي كان يتحدث في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، عن اختياراته البشرية قائلا :» أنا الذي أعرف المجموعة طوال أسبوع كامل من التداريب. وعندما تعرض عادل صعصع لوعكة صحية وسط الأسبوع، قمت بإعادة النظر في مجموعة من الأمور». من جهته قال براتشي: «سأعيد نفس كلامي السابق، وسأسمع منكم الأسئلة نفسها. لقد كان لنا حظ افتتاح التسجيل، لكن الدفاع الحسني الجديدي خلق لنا متاعب كثيرة من خلال المرتدات الهجومية التي يتقنها جيدا. أخذنا هدفا واحدا وورقة حمراء، ونجحنا في تحقيق التعادل. لقد كانت «البركة» معي، ولن تحصل عليها إلا إذا كنت فنانا». بعد نهاية مجريات المباراة والندوة الصحفية، توجه الجميع نحو منزل أسرة جواد أقدار، حيث كان من المنتظر وصول جثمانه من مدينة أكادير، وأصر الميلاني على أن تتوجه حافلة فريق الدفاع الحسني لتقديم التعازي أولا، وحضور مراسيم دفن أقدار، قبل العودة للجديدة، فيما أصر بعض لاعبي الجديدة على المبيت بخريبكة، لمؤازرة أسرة الفقيد أقدار في مصابهم، خصوصا سمير آيت بيهي وهشام مهدوفي.