الجاني فتح منزله لاستقبال المعزين والدرك ترصده عبر الهاتف واعتقله بسلا أشر قاضي التحقيق باستئنافية خريبكة، على قرار وضع المتهم المشتبه في تورطه في قتل جارته، رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي للمدينة، بعد متابعته من طرف الوكيل العام للملك بجناية القتل العمد مع سبق الاصرار. وعلم من مصادر عليمة، أن قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بخريبكة، سيفتح الملف رقم222/12 صبيحة يوم 22 أكتوبرالجاري، للاستماع الى المشتبه فيه (سعيد- ح) متقاعد بالمجمع الشريف للفوسفاط حول المنسوب اليه. وكشف ابن الضحية (فاطنة- فشوني)، الكثير من التفاصيل التي شكلت صدمة كبيرة لكل أفراد الأسرة، بعد أن كشف تحقيق الدرك الملكي لوادي زم، أن المتهم في التصفية الجسدية لوالدتهم لم يكن سوى جارهم (سعيد- ح). وأضاف الابن البكر للضحية أن المتهم كان ضمن الفوج الأول من المعزين في وفاة الأم، بل أكثر من ذلك فتح باب منزله لاستقبال الناعين، وتناول وجبة العشاء رفقة مرتلي القرآن. واستنادا إلى افادات المصادر ذاتها، فان المشتبه فيه استولى على الهاتف المحمول الخاص بالضحية، مباشرة بعد تصفيته لها ورميها بمنطقة معزولة، مما ساعد تقنيي القيادة الجهوية للدرك الملكي بخريبكة، على الاستعانة بأجهزة الرادار(ج-ب-س) في تحديد خريطة تحركات المتهم. وحددت أن الأجهزة التقنية مكان وجوده بأحد أحياء مدينة سلا حيث تم اعتقاله. وتعود تفاصيل الجريمة بعد وقوف أحد سكان بني حسان بدائرة وادي زم، على جثة امرأة في عقدها الرابع، تنبعث منها رائحة كريهة و مصابة بجرح غائر، على الأطراف السفلى والرأس، ليربط الاتصال برجال الدرك الملكي بوادي زم، الذين هرعوا إلى عين المكان مرفوقين، بعناصر مسرح الجريمة الذين تكلفوا بالتقاط صور فوتوغرافية، للجثة بمكان العثور عليها، كما عملوا على إجراء تفتيش وقائي بمحيط الجريمة، دون العثورعلى أي شيء من شأنه أن يفيد التحقيق، ليتم نقلها الى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بخريبكة، ومنه إلى مصلحة الطب الشرعب بالبيضاء لاجراء تشريح طبي. و وصفت مصادر طبية، الوضعية التي وجدت عليها الضحية ساعة العثور عليها، بالمتعفنة بفعل الرائحة الكريهة التي أفرزتها الجثة. وتعمد الجاني سلب الضحية جميع حاجياتها، ولفها وسط كيس بلاستيكي، وكانت أثار ضربات على رأسها ورجلها اليمنى، رجحت أن تكون بواسطة حجارة. وأضافت المصادر ذاتها، أن فريق التحقيق بسرية الدرك الملكي بوادي زم، باشرتحرياته في الواقعة على واجهتين رسمية وغيررسمية. انطلقت الرسمية باستدعاء أفراد من أسرة الضحية للاستماع إلى إفاداتهم، حول تفاصيل حياتها ومحيط علاقاتها، وأصر المحققون على معرفة أسماء وهوية الأشخاص، الذين ظلت تتسم علاقتهم بالتوتر مع الهالكة بعد رجوعها لأرض الوطن. وتحركت التحريات غير الرسمية بالاستعانة بخدمات مجموعة من المخبرين، في محاولة موازية لتجميع الكثير من المعلومات، التي من شأنها أن تساعد في تحديد ظروف الجريمة والوصول الى مرتكبيها. ووفق إفادات المصادر نفسها، فأن عائلة الضحية سبق أن سجلوا شكاية مباشرة بمفوضية الأمن بوادي زم، بشأن غيابها عن البيت يوما واحدا بعد خروجها، وتضمنت الشكاية أنها قصدت السوق الأسبوعي للمدينة للتسوق، قبل أن تنقطع أخبارها رغم الاتصالات المتكررة على هاتفها المحمول، الذي ظل يرن دون مجيب. ولم تخف أسرة الضحية في محضر أقوالها، أن تكون الضحية قد تعرضت إلى الاختطاف بهدف السرقة بحكم عودتها حديثا من الديار الإيطالية، لتضيف أن الهالكة خرجت للتسوق وهي متزينة ببعض الحلي من الذهب الأصفر، ما قد يكون سببا في تعرضها إلى الاختطاف، بهدف السرقة و تصفيتها جسديا.