تتمة لما رصدناه وأشرنا إليه في التحقيق الخاص بملف مدرسة الشيخ محمد المعطي بن الصالح الشرقي للتعليم العتيق والذي تنفرد بوابة إقليمخريبكة وبوابة أبناء ابي الجعد بنشره، لابد من التطرق وتلخيص لأهم القضايا التي أشرنا إليها آنفا لوضع الكل في السياق فالبداية كانت مع تطاول المشرف على المؤسسة على مقام أمير المؤمنين في إجتماع رسمي، وكذا استمرار مسلسل السب والشتم من طرف نفس الشخص في حق الأساتذة والطلبة الحاملين لكتاب الله، مما أجبرهم – أساتذة وطلبة وإداريين..- إلا أن استنكروا هذه التصرفات الشادة، لكن كل على طريقته وصل موقف الأساتذة بعد الشكايات المتواصلة والتحاور مع اللجنة الخاصة... إلى أن قدّموا استقالتهم الجماعية يوم 21 فبراير 2012م بعدما لامسوا من المسؤولين سياسة غض الطرف وكأن شيئا لم يكن ..، اليوم وكما وعدناكم سنكشف لكم حقائق أخرى وهي قبل الأخيرة قُبيل وأثناء الزيارة الملكية التي شابتها خروقات خطيرة فشدوا معنا الرحال... في الأسابيع القليلة الماضية نشرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عدة تقارير منها ما هو خاص بالتعليم العتيق برسم سنة 2011م، والمُلاحِظ والمتأمل لبعض فقراته يلمس إعترافا من طرف الوزارة الوصية عن تقصيرها وصعوبة مراقبتها لمجموعة من المدارس الخاصة بالتعليم العتيق إذ أن " بُعد 63،50%من المدارس عن مندوبيات الإسلامية بأكثر من 30 كيلومتر، يؤذي إلى صعوبة عملية المراقبة"(1) على حد قولهم، وهذا أمر يمكن فهمه واستيعابه بخصوص المدارس الموجودة خارج المجال الحضري والقديمة منها، وأكيد نختلف على طبيعة المراقبة التي تشير إليها الوزارة الوصية فجل المدارس التعليم العتيق – دور القرآن تسميتها القديمة والأصلية - لم تكن تشهد خروقات إلا بعد وضع أيدي بعض مسؤولي الوزارة الأيدي عليها،... وللرجوع للأصل فمدرسة الشيخ محمد المعطي بن الصالح الشرقي للتعليم العتيق بأبي الجعد عنا ببعيدة. قبيل الزيارة الملكية التي لم تكن معلومة الوقت لأن صاحب الجلالة أمير المؤمنين اعتمد على عنصر المفاجئة في الزيارة خصوصا لإقليمخريبكة الذي شهد الكثير والكثير من الإحتجاجات اشتد حال وأمر مسؤول المدرسة، خصوصا بعد استقالة تسع أساتذة وإداريين كانوا هم عماد المؤسسة لما لهم من كفاءة بشهادة طلبة المؤسسة بدليل أن المدرسة شهدت احتجاجات كثيرة من طرف الطلبة بعد استقالة الأستاذة لأنهم عانوا وتشكوا من سوء التحصيل الدراسي وانقطاعه المتكرر، خصوصاً أن الأساتذة المستقلين كلهم وبدون استثناء حاملي لشواهد عليا ومنهم دكاترة،.. وأمام تنامي شدة الاحتجاج واقتراب الزيارة الملكية ما كان من مشرف المؤسسة إلا أن أجلى مجموعة من الطلبة من المدينة لكونهم هددوا برفع مظالمهم لجلالة الملك بعدما لم يُفلح مسؤول المؤسسة بتهديدهم وابتزازهم بإمضاءات مهددة لمسارهم الدراسي، تُلزمهم بالتكتم على كل شيء، في حال بعث لجان تقصي،.... - ونعدكم بكشف ما الذي جرى بالتفصيل والتدقيق مع الطلبة بعد الزيارة الملكية في الجزء الأخير.. كل هذا يهون رغم كِبره وضخامته وجسامته إذا علمتم ما الذي حدث أثناء الزيارة الملكية التي كانت يوم الجمعة 16 مارس 2012م، فمباشرة وبعد تأدية صاحب الجلالة لصلاة الجمعة في مدينة خريبكة ذاك اليوم رُفعت شعارات من طرف شباب مدينة خريبكة والنواحي جميعا مفادها " يا أمير المؤمنين تعالا تشوف الظالمين" في ذاك الوقت اتجه صاحب الجلالة مباشرة لمدينة أبي الجعد دون أن يقف في أي محطة أخرى ماراً على كل من بئر مزوي ووادي زم وتاشرفت وغيرها. ليبدأ بتدشين مدرسة الشيخ محمد المعطي بن الصالح الشرقي للتعليم العتيق هي الأولى وهنا كانت المفاجئة فبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي٬ قام أمير المؤمنين بجولة عبر مختلف مرافق هذه المدرسة٬ - التي أقيمت على مساحة إجمالية مغطاة تبلغ 2470 متر مربع وبمبلغ إجمالي قارب 14 مليون درهم-، ليتم تقديم تصريحات ومعلومات تخص المدرسة تبيَّن أنها كاذبة بالدليل: فقد قدم عدد الطلبة أنهم 103 في حين عددهم لا يتجاوز 76، وأن الطالبات يستفدن من المبيت، في حين لا يستفدن إلا من الطعام، وقدّم عدد الأطر على أنه 16 في حين بعد الإستقالة تقلص العدد ، والصدمة الكبرى هي تقديم الحارس العام لجلالة الملك في صفة أستاذ مُحاضر وخلط المستويات ... وأمام استمرار الجهات المسؤولة التي تمت مراسلتها في التكتم ( وزارة الأوقاف /مديرية التعليم العتيق/ السلطات..) والتستر على إهانة المشرف لمقام أمير المؤمنين في إجتماع رسمي ، وأيضا السب والشتم وتقديم معطيات كاذبة وغيرها من الأمور التي سنكشفها في الجزء الأخير من التحقيق ليطرح سؤال مُحير "كيف كان سيتعامل مع من يقوم بمثل هذه التصرفات إن كان غير المشرف هذا صحفي أو غيره..؟." (1) : تقرير رسمي عن حصيلة التعليم العتيق برسم سنة 2011م بموقع الوزارة .