عقد أعضاء المجلس البلدي لمدينة خريبكة المغربية دورتهم العادية المؤجلة مرارا و تكرارا دون أي مبررات تذكر يوم الجمعة 11 ماي 2012 بحضور جماهيري مكثف تمثل في كل من المعتصمين من أبناء حطان ، البيوت المرابطين في خيام أمام إدارة المكتب الشريف للفوسفاط ،بالإضافة لشباب بولنوار و الزيتونة و نخبة ممثلة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع خريبكة. و قد أفتتح رئيس المجلس البلدي لمدينة خريبكة السيد "محمد الزكراني" الجلسة بسرد جدول الأعمال المتضمن للقضايا و النقاط التي سيوليها المجلس مستقبلا الأهمية القصوى , غير أن المعارضة بقيادة السيد "إدريس السالك" تفاجأت بأن البرنامج الذي تم إعداده مسبقا لا يلبي متطلبات الساكنة و لا يعالج الأولويات الضرورية التي تطالب بها الساكنة و على رأسها مشكل البطالة و محاربة الفساد ,و قد استوقف السيد "إدريس السالك" بصفته عضو منتخب يمثل المعارضة رئيس المجلس البلدي "محمد الزكراني" بنقطة نظام و طالبه بتعديل البرنامج الذي تم اعتماده في الجلسة على أساس أنه لا يمثل هموم و قضايا المواطن , كما أنه دعا كل من الرئيس المجلس البلدي و الأعضاء لمعالجة القضايا الأكثر الأهمية و على رأسها ملف "المعتصمين أمام إدارة المكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة ", و الذي لم يلق الحل حتى بعد مرور سنة و نصف عن الأحداث الدامية التي عرفها الإقليم مؤخرا و التي استقطبت تغطية إعلامية دولية , كما وضع اللوم على كل من رئيس المجلس البلدي "محمد الزكراني" و الأعضاء المنتخبين الذين يلتزمون الصمت حيال ما يعانيه الإقليم من تهميش و وجه أصابع الاتهام للبعض منهم في تواطئهم مع المكتب الشريف للفوسفاط ضد ساكنة الإقليم و مصالحه. و للإشارة فجلسة اول يوم أمس ،لم يكن ضمن برنامجها أي من قضايا المعطلين أو القضايا الشائكة بالإقليم .و نذكر منها توزيع رخص الثقة بالزبونية و المحسوبية و قضية التجار و الباعة المتجولين و المعتصمين و ارتفاع أسعار الماء و الكهرباء و وقف قطار التنمية بالإقليم ... و للأسف كل ما كان معد بهذا البرنامج هي قضايا هامشية لن تزيد الإقليم أي جديد و توفرها من عدمها ليس بالأهمية بما كان , مما تأكد للحضور على أن هناك جهات متواطئة تعمل على تهميش الإقليم و على ضرب مصالحه , لكن تيقظ السيد "إدريس السالك" للمؤامرة جعلته يصحح مسار الجلسة و يتطرق للقضايا التي تقض مضجع المفسدين و التي كانوا يتحاشون الحديث عنها في كل مرة , كما أنه أضاف النقطة التي أفاضت الكأس عندما تطرق لموضوع معاناة المعتصمين لمدة 55 يوما في العراء و تحت أشعة الشمس و البرد و المطر ،مضيفا أنه يستحيل أن نكون بشرا (مخاطبا جميع الحضور) و فينا شيء من الإنسانية ما لم ننظر لحال هؤلاء المعتصمين , خصوصا و أننا نرى يوميا سقوط العديد من الضحايا نتيجة الإضراب عن الطعام , كما ندد بتجاوزات المكتب الشريف للفوسفاط في عملية انتقاء المرشحين للعمل , و أشار إلى أن العملية برمتها طغت عليها المحسوبية و الزبونية , كما أن أبناء الإقليم لم يستفيدوا منها بالشكل الذي كان ينتظره الجميع . و أضاف أن م.ش.ف أجج الوضع و زاد من شدة الاحتقان عندما وظف أبناء السلطات و الموظفين و أشخاص ذوي مشاريع و مداخيل قارة هم في غنى عن العمل ،ثم تجاهل أو أستثنا أبناء المتقاعدين و العاطلين و الحالات الاجتماعية الصعبة و الذين هم في أمس الحاجة للعمل ليترك إقليمخريبكة على صفيح ساخن . تابع السيد "إدريس سالك" تنديده بسياسة المجمع الشريف للفوسفاط مشيرا إلى أن هذا الأخير يسعى إلى توهيم الخريبكين بأن مدينة خريبكة لم تعد ذات أهمية قصوى , و أن فوسفاطها قد تم استنفاذه منذ زمان طويل معللا ذلك بإقدام المجمع على نقل الإدارة المحلية للفوسفاط من مركز المدينة إلى المنطقة المعروفة ب"سيدي شنان " , ثم عاد للاستفسار بشأن الوعود التي قدمتها السلطات للمعتصمين من أجل فتح حوار جدي و مباشر بعد فاتح ماي بين المعتصمين و ممثل عن المكتب الشريف للفوسفاط إلى أنه و رغم مرور 15 يوم لم يلق المعتصمون أي رد أو اعتذار في الموضوع مرجحا بأن مثل هده الوعود الكاذبة من شأنها إخلال عنصر الثقة بين المعتصمين و السلطات من جهة , و بين المعتصمين و المكتب الشريف للفوسفاط من جهة ثانية. ليختم السيد "إدريس سالك" تدخله هذا بالتنويه بالوعي و الوطنية و السلمية التي يتميز بها المعتصمون مشيدا بمسيراتهم السلمية و الحضارية التي تجاوزت 25 مسيرة مند انطلاقة الاعتصام ولم تسجل أي إنفلات أمني أو تجاوزات تذكر, ليرفع الكلمة بتحذير المسئولين من تكرار نفس أحداث السنة الماضية ما لم يتداركوا الوضع مستعملا عبارة "اللهم إني بلغت" . و قد عقب بعض الأعضاء على كلمة السيد "إدريس السالك" مصرحين ببعض الحقائق لأول مرة بعد مرور سنة على أحداث 15 مارس , و نذكر منها على سبيل المثال أن المكتب الشريف للفوسفاط يستنجد بهم و قتما تأزم الوضع و يغلق هاتفه بعد قضاء مصالحه , كما أكد بعض الأعضاء بأن المكتب الشريف للفوسفاط كان يستعملهم كأداة لإخماد شرارة الأحداث خلال السنة الماضية , ليضيف أحد الأعضاء في تعقيبه هو الأخر على تحميل المسئولية للمجمع الشريف للفوسفاط حيال ما يحدث بالإقليم , مؤكدا أنه لن يلعب مجددا دور الثلاجة لتبريد الأحداث أو دور الإطفائي الذي يتم الاستعانة به وقتما ارتفع لهيب النيران , مستبرئا هو الأخر حيال ما يحدث بالإقليم و ما قد يحدث مستقبلا . بالإضافة لهذه التصريحات النارية ،حمل معظم الأعضاء و على رأسهم رئيس المجلس البلدي "محمد الزكراني" مجمل المسؤولية و المشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها الإقليم لعامل إقليمخريبكة سابقا "محمد صبري" و الذي انتهت مهامه يوم أمس و تم تعويضه ب"عبد اللطيف الشادلي" مستغلين الظرفية من أجل التصريح بما لم يكونون يقوون على قوله إبان ولاية العامل السابق ،ثم تلت هذه الفضيحة تفجير أحد الأعضاء قنبلة مدوية في مسامع الحضور عندما صرح بأن المدعو "طه بلفريج" أجاب على أحد تساؤلات الأعضاء حيال قضية تشغيل العاطلين بالإقليم بعبارة "إبشيو إبيعو ليمون" و قد عقب هذا العضو بأن المسمى "طه بلافريج" يستهزيء من أبناء الإقليم و من قدراتهم معللا ذلك بأن هذا الأخير كرس كل معارفه و مداخله من أجل أن يتابع أبناؤه تعليمهم بالولايات المتحدةالأمريكية و في المقابل يطالب من أبناء المتقاعدين ببيع الليمون كحل للبطالة , تم عقب بعد ذلك أحد الأعضاء بتورط المكتب الشريف للفوسفاط في الخراب و الحرائق التي شملت منشئاته بالإقليم السنة الماضية معللا ذلك بأن م.ش.ف كان يسعى لتوريط أبناء المتقاعدين و تشويه سمعتهم و قد تقدم بالدليل على تصريحاته من خلال استعادة شريط الأحداث، حيث أشار بأنه لا السلطة و لا رجال الوقاية المدنية تدخلوا ذلك اليوم من أجل إطفاء الحريق أو وقف السرقات التي كانت تجري في واضح النهار من طرف مجهولين لم يتعرف عليهم حتى أبناء المناطق المجاورة لمنشئات م.ش.ف ،و كل ذلك ما كان ليكون إلا بفعل فاعل و بأمر من المجمع الشريف للفوسفاط , ليخرج بعد ذلك البعض من الأعضاء عن صمتهم من دوي هواة رياضة ركوب الأمواج , و يتقلوا المكتب الشريف للفوسفاط بالتهم و التجاوزات التي لم نألفها عنهم محاولين بتدخلاتهم هاته أن يثبتوا حضورهم و غيرتهم على المدينة , و أن يكسبوا ثقة الحاضرين خصوصا بعدما لاحظوا تواجد كاميرا التصوير و التي وثقت الأحداث مند بدايتها إلى نهايتها . وبعد شد وجذب بين الأعضاء و رئيس المجلس البلدي لمدينة خريبكة "محمد الزكراني" رفع هذا الأخير الاجتماع بذريعة أدان صلاة العصر من أجل أداء الفريضة إلا أن الحضور تفاجأ بفراره بعد ذلك من الجلسة ليعوض غيابه بنائبه الذي تملص من المسئولية في كل الأسئلة الموجهة إليه , و بعد ختم السيد "إدريس سالك" لمداخلاته انسحب الحضور بقيادة المعتصمين من الجلسة مرددين شعارات : "باعو الإدارة في المزاد العلني شفارا داو لفلوس و الشباب تعاني" "فضحوا شفارة فضحوا لخونة فضحو..." "أوسبي أكبر خائن و ضيعنا في الوالدين" "أنا ماشي مشاغيب أنا عند مطاليب" وعد المعتصمون بالتصعيد بعد أسبوع من الآن ،ما لم يتدارك المسئولون الأمر عاجلا لتلي بعد ذلك تهديد أعضاء المجلس البلدي وسط الجلسة بتقديم الاستقالة الجماعية و الانضمام للمعتصمين ما لم تسارع السلطات و المكتب الشريف للفوسفاط لإيجاد حلول واقعية و مستعجلة تقي مدينة خريبكة المغربية من الدخول في دوامة التصعيد و الذي قد لا تحمد عقباه مستقبلا. Dimofinf Player الفيديو الذي يوثق مداخلة الأعضاء خلال انعقاد جلسة المجلس البلدي بتاريخ 11 ماي 2012