سكان الدوار يطالبون بالماء والكهرباء احتجوا على غياب البنية التحتية وهددوا بالدخول في اعتصام مفتوح خرج سكان دوار العربي لامين بخريبكة، أخيرا، في مسيرة احتجاجية باتجاه مقر عمالة الإقليم، محاولين إيصال معاناتهم اليومية إلى العامل، رافعين شعارات تحمل مطالب محددة، والمتعلقة بوضع حد نهائي لمعاناتهم مع انعدام الماء الصالح للشرب، والإنارة العمومية وغياب قنوات الصرف الصحي والطرق المعبدة، وحرمانهم من خدمات النظافة التي تشرف عليها الشركة الاسبانية "تكميد". وأكد سكان الدوار، الذي ينتمي إلى المدار الحضري للمدينة الفوسفاطية، أنهم اضطروا إلى تنظيم المسيرة الاحتجاجية، مهددين بنهج أسلوب تصعيدي على شكل إضراب على الطعام واعتصام أمام مقر العمالة، حتى تتحقق مطالبهم الاجتماعية المتعلقة بالاستفادة من الخدمات الاجتماعية الضرورية. ولم تخف تصريحات المحتجين في حديثهم مع "الصباح"، إحساسهم بالغبن والاحتقار بعد مراكمتهم العديد من الوعود المعسولة، من طرف المجالس البلدية المتعاقبة والتي ورثها كذلك الآباء إلى الأبناء بالدوار، معبرين عن رفضهم "تحويلهم إلى كائنات انتخابية تستغل من طرف سماسرة الانتخابات، من خلال تقديم وعود انتخابية كاذبة يثبت زيفها مباشرة بعد إعلان أسماء الفائزين بالانتخابات الجماعية والتشريعية". ورفع السكان سؤالا مباشرا إلى المسؤول عن الإدارة الترابية باقليم خريبكة، حول مصير مشروع ربط الدوار بالكهرباء، والتي كانت موضوع نقطة صادق عليها المنتخبون خلال إحدى دورات المجلس الإقليمي للسنة الماضية، فاستبشر السكان خيرا بعد إخبارهم بانجازه متم شهر مارس الماضي. واستنكر المحتجون إصرار السلطات المحلية والمنتخبة بخريبكة، على تسمية تجمعهم السكاني «بالدوار»، رغم قربه من التجزئات السكنية وانتمائه إلى المدار الحضري، مستغربين تعميم الدولة الكهرباء والماء الشروب على كل الدواوير النائية بالعالم القروي للإقليم، دون دوارهم. وتستمر معاناة السكان على طول السنة، وتصل ذروتها في فصلي الصيف والشتاء، بسبب الأوحال التي تخلفها التساقطات المطرية التي تسبب حاجزا طبيعيا يمنعهم من مغادرة بيوتهم، إضافة إلى استمرار معاناتهم في البحث عن الماء الشروب حين تجف «العين» الوحيدة بالدوار. ومن جانبهم، رفع أطفال وتلاميذ الدوار الذين خرجوا رفقة أسرهم، كتبا مدرسية باليد اليمنى وشموعا باليد اليسرى، مؤكدين أن الهدر المدرسي أصبح يهددهم في غياب الكهرباء. وأكد المحتجون أنهم واعون بالمؤامرات التي يحبكها سماسرة العقار بالمدينة، الذين يحولون دون ربط منازلهم بالبنية التحتية، لإجبارهم على مغادرتها وتحويلها إلى تجزئات سكنية ستحقق أرباحا بملايير السنتيمات. وختم السكان وقفتهم الاحتجاجية برفع شكاية كتابية إلى عامل الإقليم، بسطوا من خلالها معاناتهم اليومية في غياب جل المرافق الضرورية، باعتبار أن غياب الإنارة العمومية بالتجمع السكني تسبب في ارتفاع نسبة الهدر المدرسي، خاصة في صفوف التلميذات، كما أن خوف الأهالي على سلامة بناتهم من المنحرفين وسط حقول الصبار، زاد من تأزم الوضع وجعل الدوار يعيش حالة حصار بعد أن يرخي الليل ستاره.