تبرع مصطفى الرميد وزير العدل وزوجته بكل أعضائهما كما وثق ذلك رئيس المحكمة الإبتدائية منذ دقائق في كلية الطب في الدارالبيضاء. يأتي ذلك في إطار خطوة تحسيسية أراد من خلالها وزير العدل تشجيع المغاربة على التبرع بالأعضاء، لاسيما وأن الرقم مقلق: 28 من المغاربة فقط تبرعوا بأعضائهم منذ مصادقة البرلمان المغربي على التبرع بالأعضاء سنة 2000! قد يكون الأمر غريبا، على اعتبار أن هذا النوع من الخطوات التحسيسية متوقع من وزير الصحة، لكن إذا ظهر السبب بطل العجب: وزير العدل أقدم على هذه الخطوة خلال العرض الذي قدمته ابنته بمناسبة تقديم اطروحتها الجامعية في كلية الطب في الدارالبيضاء، وكان موضوعها التبرع بالأعضاء، ومن بين ما تطرقت إليه أطروحتها الجامعية هذا الرقم المفزع، والذي يؤكد نفور المغاربة من التبرع بأعضائهم عند وفاتهم. قد لا تخلو الخطوة من "بروباغاندا"، لكنها لحظة انسانية بامتياز، ودعوة إلى تخلص الكثير من المغاربة من نرجسيتهم وحبهم لأعضائهم، ومن ثم المساهمة في إنقاذ حياة أو في منح عضو لإنسان في أمس الحاجة إليه.