وجه إليه طعنات أصابت أعضاء حساسة من جسده بسبب نزاع حول الأجرة أصدر قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات، أخيرا، أمرا بمتابعة متهم بالقتل العمد،وإحالته على غرفة الجنايات درجة أولى لمحاكمته طبقا للقانون. كان الوكيل العام للملك بسطات التمس إجراء تحقيق في مواجهة المدعو «ب» في إطار الجناية المذكورة، بعد اطلاعه على محاضر الضابطة القضائية لمركز الدرك الملكي بأولاد سعيد التابع لسرية سطات والمركز القضائي للدرك بهذه المدينة، والذي يستفاد منه أن درك أولاد سعيد توصل بمكالمة هاتفية من أحد سكان دوار أولاد رحو حول تلقي شخص عدة طعنات بالسلاح الأبيض على يد المتهم، وأن حالته الصحية حرجة. وبعد انتقال دورية من مركز الدرك الملكي إلى مسرح الجريمة اكتشفت أن الضحية نقل إلى مستشفى الحسن الثاني فالتحقوا به، لكن الطبيب المعالج أخبرهم أن حالته الصحية لا تسمح باستجوابه، وأنه سيخضع لعملية جراحية. وداخل المؤسسة الصحية وجد رجال الدرك المتهم الذي كان يتلقى العلاج بسبب إصابات بادية عليه. واستهلت الشرطة القضائية بحثها في الجريمة بالاستماع إلى الضحية قبل وفاته فأوضح أنه في يوم الحادث توجه صباحا للعمل بأرضهم الفلاحية. وفي المساء شاهد المتهم الذي لم يلتق به منذ مدة، وبعد أن تبادلا التحية طلب منه الذهاب معه في جولة قصيرة بعيدا عن الدوار فوافق على ذلك. وفي الطريق أثار معه خلافا وقع له مع والدته التي سبق أن شتمها. وأضاف أنه أدرك أن المتهم سينتقم منه، وفي تلك اللحظة أخرج المعتدي سكينا كبيرة من تحت ثيابه وطعنه في بطنه ثم كتفه، وتركه هناك إلى أن حضرت والدته وحمله أهله على متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى. وجاء في تصريحات والدة الهالك أنها لم تتعرض سابقا للسب والشتم من طرف المتهم، موضحة أن المشكل يكمن في أن حفيدها كان يشتغل معه، وعندما تأخر عن أداء أجرته تكلمت معه في الموضوع. وبالفعل أدى لحفيدها ما بذمته وأعاد إليه هاتفه المحمول. أما عن موضوع تعرض ابنها لاعتداء من طرف المتهم فصرحت أنها لم تكن حاضرة، وختمت تصريحها بالإشارة إلى أنها تجهل سبب النزاع. واسترسالا في البحث استمعت الضابطة القضائية إلى شخص يدعى «س»، فأفاد أنه في الساعة الرابعة من مساء يوم الحادث خرج من منزلهم فشاهد المتهم الذي كان عاريا إلا من السروال وهو يجري بسرعة نحو منزل أهله ويحمل بيده معطفه الذي يلف داخله سكينا لا تظهر منه إلا القبضة، فاستفسره عن الأمر، فأخبره بأنه اعتدى على ابن عمه «ع» بالسكين التي يحملها كما نصحه بإخبار عائلته، لأنه ربما قد يكون فارق الحياة. وأضاف الشاهد أنه بادر إلى إشعار عائلة الضحية وأسرع إلى مكان الحادث فوجد الضحية ساقطا على الطريق، فأراد إبعاده، لكن الضحية طلب منه عدم تحريكه، حتى لا يتأثر ويموت جراء الطعنات التي تلقاها. وأكد أنه لم يعاين على المتهم أي أثر للاعتداء. وعند الاستماع إلى المتهم، صرح أن الضحية سبق أن عمل معه بالبادية قبل أن يتوجه رفقته إلى الرباط لمواصلة العمل في ميدان ربط المنازل بالشبكة الكهربائية. وحسب أقواله، فإنه ونظرا لعدم درايته بالعمل عاد إلى الدوار في الوقت الذي بقي معه ابن أخته الذي اشتغل معه مدة شهر ونصف، قبل أن يعود بدوره إلى الدوار، بعد أن أدى له جزءا من مستحقاته وبقي بذمته مبلغ 700 درهم وهاتفه المحمول الذي كان معطلا. وأضاف المتهم أنه بعد عودته إلى البادية سلمه مبلغ 500 درهم، لكنه التقى بابن أخته وتشاجر معه. وبعد أن وقع صلح بينهما، منحه مبلغ 100 درهم وهاتفه المحمول. غير أن جدة المتهم (أم الضحية) سبته وشتمته وهددته بالقتل. وأوضح أنه أخبرها بأنها امرأة مسنة وأنه لن يتعارك معها. ويوم الحادث نادى عليه الضحية، وبعد أن تبادل معه التحية وطلب منه مرافقته لقضاء بعض المآرب وألح عليه، عاد الهالك إلى منزلهم، وغير ملابسه وتوجه رفقته بعيدا عن الدوار. وفجأة ضربه الضحية برجله، ثم خلع معطفه وأخرج سكينا، وعبر له عن رغبته في الانتقام منه. ورغم توسله إليه، اعتدى عليه بالسكين فأصابه بخدوش في كتفه. وأوضح المتهم أنه انتزع من خصمه السكين، وطعنه مرتين في ظهره وبطنه وغادر مسرح الجريمة تاركا السكين بمسرح. وفي الطريق التقى بالمدعو «ه» وأخبره بالواقعة ونصحه بالإسراع لإنقاذ الضحية. واستنطق قاضي التحقيق المتهم ابتدائيا وتفصيليا، فصرح بأن جدة الضحية التقته وانهالت عليه بالسب بدعوى أنه هضم حقوق حفيدها. ويوم الحادث دعاه الهالك إلى جولة ودون سبب ضربه برجله ثم أخرج سكينا، وتسلح بعصا وشرع في تهديده فأزال معطفه وأخذ يلوح به، لكن الضحية تسبب له في جروح فانتزع منه السكين وطعنه به مرتين.