تشكل المدينة، بشكل عام، كفضاء متنوع ومتمايز، من حيث هي كذلك، مركز جذب وتفاعل مع المحيط والأطراف. ومدينة سطات ،بوصفها كذلك، لا تشذ عن هذه القاعدة. فهي توجد في قلب شبكة ومسالك طرقية مهمة تمثل شرايينها الأساسية التي تتغذى منها، في علاقاتها التفاعلية مع محيطها الحضري والقروي في أفق كل تنمية منظورة ومأمولة.لذلك يولي أهل الحل والعقد المنوط بهم السهر على شؤون المدن أهمية كبرى لمسألة التهيئة والتجهيزات وخاصة الطرقية منها، غير أن الأمر، في حالة مدينة سطات، مخالف تماما . فمداخلها في حالة جد سيئة للغاية. فالحفر مبثوثة ومفروشة هنا وهناك، وكأنها ألغام مزروعة بعناية فائقة تنتظر، فقط، اللحظة التي تتصيد فيها ضحاياها !ما فاقم من متاعب السائقات والسائقين من مستعملي الطريق (سواء أكانوا مهنيين أم عاديين) وأيضا الراجلين. هذا زيادة على ما تتسبب فيه من إزعاج للسائقين وعرقلة للسير، مع ما يترتب عن كل ذلك من توتر ومشاكل واصطدام في أحيان كثيرة، بين السائقين و سائر مستعملي الطريق. ويزداد الوضع تفاقما واستفحالا عندما تكون الأمطار غزيرة تحجب رؤية مستوى الطريق، وبعد أن تتحول تلك الحفر إلى برك مائية آخذة في التآكل والتوسع والانجراف نحو الأسفل، عندئذ تصبح مصيدة حقيقية للعربات والمركبات ومسببة لها أعطابا وأضرارا جسيمة لا حصر لها!(خاصة السائقين الغرباء) تستدعي إصلاحات، ليجد أصحابها أنفسهم أمام مصاريف إضافية مفروضة عليهم فرضا!! الأتربة والغبار المتناثر غزوا فضاء المدينة غزوا، نتيجة لعمليات الاشغال والحفر والترميم التي لا تعرف التوقف، حتى غدت شيئا مألوفا بالنسبة للسكان وجزء لا يتجزأ من ديكور المدينة ، وكأنها قدر محتوم!. تأثيرات جانبية ملحوظة على صحة الإنسان (خاصة على الجهاز التنفسي) لهذا التلوث البيئي الذي يخلفه الغبار والنقع والأتربة المكدسة على شكل أكوام على امتداد الجنبات والأرصفة، والمتطايرة بسبب حركة السيارات والعربات بجميع أشكالها المتحركة والمجرورة. أما في موسم التساقطات المطرية، فالوضع يزداد استفحالا وسوءا، بحيث تغرق الساكنة في الأوحال والبرك والمستنقعات المائية المنتشرة في كل حدب وصوب، التي تكاد تغطي كل مساحات المدينة وأمكنتها! مع ما يصاحب كل ذلك من انزلاقات يكون السكان عرضة لها ،والمسنين منهم على وجه الخصوص! وما ينجم عنها من عواقب وخيمة على السلامة الجسدية للمواطنين الراجلين. ويزيد هذه الوضعية ترديا انعدام الأرصفة والترصيف والتعبيد الطرقي ،وهو الأمر الذي بات يقض مضجع المواطنين والسكان بشكل لم يعد يحتمل!! فهل من آذان صاغية لهموم السكان ومتاعبهم التي لاتحصى؟ وما دور من تسلموا مأمورية التسيير بالمدينة؟ وإلى متى يبقى السكان في هذه الوضعية السيئة والمزرية؟