انتقل إلى جوار ربه، المشمول برحمته، المرحوم الحاج محمد البريني الملقب ب "طارزة" عن سن تناهز السبعين بعد مرض عضال. وعرف عن الحاج محمد البريني، كرمه ومساعداته ودعمه لكل المشاريع الخيرية في المدينة وخارجها. لقد كان رحمه الله رجلا عصاميا، كون نفسه بنفسه : ابتدأ من الصفر، انطلقت رحلة الكفاح من منطقة بني وكيل بإقليم الفقيه بن صالح بعدما فقد أبويه، امتهن عدة حرف، قاسى وعانى كثيرا في صغره، ولما جمع رحمه الله مبلغا ماليا يقدرب 120 ألف ريال وبينما هو في المسجد العتيق بخريبكة، سمع عن عزم المكلفين بالمسجد ترميمه وإصلاحه فلم يجد بدا من التصدق بالمبلغ كاملا داعيا الله الأجر والتواب والبركة والتوسعة في الرزق، ومنذ ذلك الحين تعلق قلبه بالمساجد، وفتح الله عليه أبواب الرزق، وجمع ثروة لابأس بها وظفها في تربية أبنائه وبناته، وفي تجهيز وبناء المساجد،ومساعدة الفقراء والمحتاجين في كل وقت وحين وخاصة في المناسبات والأعياد. إن كل المساجد في إقليمخريبكة، وفي معظم المدن المغربية تشهد له بجوده وكرمه، وكل من قصده من الفقراء والمحتاجين يشهدون له بطيبة القلب وحسن الخلق والسخاء،فقد كان رحمه الله يحب المساكين والعيش وسطهم. فلا غرابة أن تشهد جنازته وحفل تأبينه حشدا هائلا من المقربين والمعجبين بشخصية هذا الرجل الكريم. فبهذه المناسبة الأليمة تتقدم الجمعيات الخيرية والجمعيات المكلفة بمساجد الإقليم بأحر التعازي لأسرة وعائلة الفقيد راجية من الله العلي القدير أن يلهم الجميع الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.