افتتحت أبواب مكاتب التصويت في وجه الناخبين في وقتها المحدد ،فأخذ كل مكانه أملا في أن تمر العملية في جو ديمقراطي تسوده الشفافية والنزاهة ،فمرت ساعتان على بدء التصويت والمكاتب تبدو وكأنها مهجورة ،نسبة قليلة من الناخبين يظهرون بين الفينة والأخرى ،أتوا لتأدية الواجب الوطني واختيار المرشح الذي يرونه أهلا بثقتهم أو الحزب الذي كان اكثر واقعية في برنامجه الانتخابي. في حدود الساعة العاشرة أعلنت وزارة الداخلية بأن نسبة المشاركة ضعيفة جدا،لتمر الدقائق والساعات ،ويحين موعد الصلاة ولم تتغير النسبة لتصل عند العارفين بالرباط إلى 20 في المائة. انتهت الصلاة وفضت الجماعات و بدأ أمل السلطات في أن تزداد نسبة التصويت فوصلت إلى 34 في المائة في حدود الخامسة مساء ،حيث لم يلاحظ تردد الناخبين في خريبكة مثلا على صناديق الاقتراع إلا بعد الرابعة بعد الزوال ،فماذا وقع بالضبط؟ استعملت كل الوسائل من السلطة وبعض المرشحين ،جندت حافلات النقل المدرسي لنقل الناخبين إلى مكاتب التصويت حيث لوحظ بأن حافلات المؤسسات الخصوصية بخريبكة تركت التلاميذ وعوضتهم بالناخبين ،وخير شاهد هو أن احد مدير مؤسسة خاصة بالاقليم أخبر الآباء بالتكلف بنقل أبنائهم لأن الحافلات ستكون يوم الجمعة تحت تصرف السلطات . أما الطامة الكبرى فهي تسخير السيارات الخاصة بسماسرة الانتخابات لنقل المصوتين والدراجات ثلاثية العجلات كما هو الحال بوادي زم ،دون أن نغفل استعمال اللافتات التي تدعو الناخبين لممارسة حقهم الشخصي و واجبهم الوطني. استمر الحال على ما هو عليه،فاقترب موعد اقفال ابواب المكاتب وازداد هاجس مفسدي السياسة وتوجسوا خيفة من الهزيمة ،فتحركت الآلة البلطجية والسمسرة وتجندت السيارات لنقل الناخبين ذوي النفوس الضعيفة إلى منازل المرشحين لتسلم 100 و 200 درهم للتصويت لهذا أو ذاك،فتربص مؤيدي المفسدين بمكاتب الاقتراع كما فعل "خماسة" الحصان بكل من ثانوية الفوسفاط وإبن خلدون معترضين الناخبين ودعوتهم للتصويت لولي نعمتهم ،فعرضوا المال على الكل واستعملوا اساليب البلطجة وكأن السلطات "دايرا عين بلاستيكية" رغم شكايات باقي المرشحين. ارتفع عدد المصوتين وخاصة النساء والمسنين مع عزوف الشباب عن العملية ،فتسربت الاخبار باستمرار ضعف المشاركة في خريبكة وتزايدها في المناطق القروية، بعدها وظفت البيكوبات والسطافيتات لنقل الناخبين طوعا أو كراهية لينقذوا ماء الوجه والمساهمة في الرفع من النسبة التي وصلت ل45 في المائة بعد إغلاق المكاتب. وما يجب الاشارة إليه هو ،هل ستمر عملية شراء الاصوات والبلطجة التي كان بطلها الحصان و"الخماسة "الذين يعملون في الإصطبل دون عقاب؟ أم أن السلطة ستغض عتها الطرف؟