يبدو أن شرارة الإحتجاجات التي اندلعت من الريف قد بدأت تتسع رقعتها لتشمل مناطق أخرى من المغرب، حيث وصلت إلى مدينة خريبكة المعروفة على الصعيد العالمي بانتاجها للفوسفاط مما بوأ المملكة المغربية المرتبة الأولى عالميا في انتجاج وتصدير هذه المادة. ففي هذا السياق، أعلنت العديد من الهيئات الملتئمة تحت يافطة “الجبهة المحلية ضد الحݣرة” بخريبݣة، تنظيم وقفة احتجاجية حاشدة يوم الخميس 8 يونيو، أمام مقهى الفصول الأربعة وسط المدينة للتنديد بالأوضاع التي تعيشها المدينة. وحول دواعي هذا الإحتجاج، أوضحت الجبهة عبر بيان توصل “بديل” بنسخة منه، “أن مدينة خريبكة والنواحي تعاني من تهميش كبير وغير مبرر، انعكس بالسلب على الساكنة وخاصة الشباب الذي يعاني من حدة البطالة. وما يثير الغرابة هو الغنى الفاحش للمنطقة بحيث الإنتاجية الفوسفاطية عالية والمداخيل المالية خيالية، في حين أن السكان عامة لا ينالون منها سوى التلوث والأمراض والعطالة والتهجير”. واضاف البيان، أن “لمؤسف حقا أن المجمع الفوسفاطي بحاجة ماسة لليد العاملة، وعوض تشغيل أبناء المنطقة للتخفيف من حدة البطالة، نجده يلجأ الى تشغيل المتقاعدين والى شركات الوساطة والمناولة رافضا حتى تطبيق البند 6 من قانون المنجمي الذي يعطي الأسبقية في التشغيل لأبناء المتقاعدين والأرامل، أما دوره التنموي فهو منعدم”. ومما يزيد الأوضاع تأزما وتفاقما، يضيف نفس المصدر، ” عدم قيام السلطات والإدارات والوزارات و”المنتخبين” بدورهم التنموي في المنطقة، وتواطؤهم مع لوبيات العقار والقطاع الخاص والمضاربين، وتركيزهم على تنمية مصالحهم الخاصة، مما انعكس بالسلب على البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية والبيئية والتشغيل، وأدى الى تذمر الساكنة وتنامي الاحتجاجات وبالأخص وسط الشباب المطالب بالعمل”. وعبرت الجبهة عن “دعمعا الكامل وتضامنها مع كافة التحركات النضالية التي يخوضها متقاعدو الفوسفاط والأرامل من أجل تشغيل أبنائهم في المجمع الفوسفاطي، وكذا حملة الشواهد المعطلين وشباب المنطقة بكل من خريبكة”. وطالبت الجبهة المحلية، “إدارة الفوسفاط والسلطات المحلية والإقليمية ومختلف الإدارات والوزارات و”المنتخبين” بلعب دورهم في تنمية خريبكة والنواحي وتشغيل أبنائها بدل نهج سياسة صم الآذان اتجاه المطالب”، معبرة عن إدانتها “الشديدة للمقاربة القمعية المنتهجة من طرف السلطات في التعاطي مع الاحتجاجات، والتي لن ولا تساهم إلا في المزيد من تأزيم الأوضاع بدل حلها”. المصدر: موقع بديل