★☆★☆★☆★☆★☆★☆ و العام الجديد يمضي..نعم... أقصد العام الجديد الذي مضى.. وهو يمضي.. أنظر إلي و أسألك: كم مرة تكررتَ في ؟ و كم مرة تجددتَ يا أنا وأنت أيها الآخر؟ و العام الجديد يمضي.. أنظر إلي و أسألني:هل كنت كما أردت؟ هل كنتم كما تمنيتم؟ بعض الفرح يتسرب إلي، و بعض الندم كذلك يتسرب إلي.. خذلتكم أحيانا ربما.. و ربما أنتم من خذلني.. و فرحنا سوية أحيانا.. و أحيانا أخرى تبادلنا الحكايات.. وتقاسمنا الحزن رغم كل الخذلان و العتاب و المسافات.. والعام الجديد يمضي.. أتذكرعند حلوله، أننا تمنينا لبعضنا عاما جديدا.. نتجدد فيه و ندع كل السلبيات أو لى الأقل أغلبها. تمنينا أن تدوم الحياة ونحن نعلم أنها لن تدوم. تمنينا أن تتلاشى الأحزان و نحن نعلم أنها جزء منا. تمنينا أن يدوم الفرح و نحن لا نعلم أننا من يصنعه.. و أنها نظرة للوجود نحن من يحدد اتجاهها و حجمها. تمنينا و تمنينا.. و هاهو العام الجديد يمضي و يأتي عام جديد آخر.. و نحن لازلنا نتمنى، لازلنا نخذل بعضنا.. و نحزن سوية و نفرح سوية. وندوم شيئا ما.. نحن لازلنا هنا..لا عاما قديما.. لا عاما توارى، كلها أعوام جديدة، ما دمنا لا زلنا نستقبلها. يدخل العام الجديد بيوت حياتنا كزائر جديد؛ ويحلو له و لنا المقام بيننا ولا ندعه يرحل، فيلبث فينا. هوعام جديد يمضي إلىغرفة الجلوس في حياتنا، فيستقر فيها ثم نستقبل عاما جديد بغرفة الضيوف، نفرح به، نقدم له أحلى الأماني و نلبس له أجمل أثواب خِطناها بحروف الأمل و الإنتظار. و العام الجديد يمضي.. يأتي عام آخر.. وأتذكر من رحل ... و أبتسم لمن لازالوا هنا.. أتخيل من ربما سيأتون و ربما سيكبرون فقط في مخيلتي..و أبتسم أغمض عيني و أتذكر أننا في كل مرة نعيد الكرة. في كل سنة، أحيانا نحيا و أحيانا نموت و أحيانا ننسى أننا تمنينا أمنيات في مطلع العام و ننسى أو نتناسى أنها عهود، عِوض أن نسعى إليها و نحاول تحقيقها، ننتظر أن تسعى هي إلينا، و في كل عام نقف على عتبته و نتمنى.. و العام الجديد يمضي أغمض عيني و أبتسم.. مضى عام جديد و حل عام جديد و نحن هنا.. حينما نمضي كما مضى من سبقونا، حينها ستكون أعواما ماضية. مادمنا هنا، فالذي مضى عام جديد و الذي سيحل عام جديد. نتذكر من رحلوا عنا إلى حياة أخرى لن ننتهي.. و لا نندم على من رحل عنا في الحياة إلى الحياة فقد اختار الرحيل. و نسعد بمن نُحب حتى لو ابتعدنا أو ابتعدوا عنا. ننطلق في مغامرة أخرى،في رحلة أخرى عبر الزمن.. سعداءبأننا رغم كل شئ لازال بإمكاننا أن نبدأ من جديد. كل عام و نحن نمضي بين حياة و حياة.. بقوة فراشة شفافة.. حكايات حنان زاد 2016 - حنان الجراري -