ارسل هذا الموضوع لموقع خريبكة اون لاين الاستاذ اسامة مغفور -------------------------------- ---------------------------------- عثمان سعدي يصف معلومات "البربريست" بالأخطاء التاريخية المضحكة: لا وجود للسنة الأمازيغية بقلم الدكتور عثمان سعدي يواصل الدكتور عثمان سعدي في إطار رده على المطالبين بترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية إلى جانب اللغة العربية بتفعيل قرار الدسترة. ويشير في هذه الحلقة إلى أن عيد يناير الذي يطالب "الأمازيغ" بترسيمه أيضا كأول يوم في السنة الأمازيغية هو مجرد احتفالية بالفلاحة، ويؤكد أنه تعمد الرد بأسلوب علمي بتقديم الحجة والبرهان. تتردد باستمرار وكل سنة أخطاء تاريخية مضحكة، فالبربريست يسخّرون الكذب لتمرير مقولاتهم الكاذبة، ويقولون بأن السنة الأمازيغية أقدم من التقويم الميلادي ومن التقويم الهجري، وتحمل هذه السنة تاريخ 2964، أي أنها تبدأ سنة 950 قبل الميلاد، السنة التي جلس فيها الفرعون ششنق على عرش مصر، وإذا قمنا بعملية حسابية وجدنا ما يلي: 950 + 2014= 2964، وهم يلحون على اعتمادها رسميا كعيد يعطل فيه العمل. يزعمون "أن الملك ششنق البربري الأمازيغي الأصل هو الذي أوقف وهزم رمسيس الثالث في معركة حاسمة بمنطقة الرمشي، قرب مدينة تلمسان بغرب القطر الجزائري الحالي طبعا، وأن عاصمة ششنق بتافرسة على مسافة 60 كيلو مترا من تلمسان طبعا.."، ومعنى هذا أن رمسيس غزا المغرب العربي ووصل تلمسان، فتصدى له ششنق وساقه بعصاه على مسافة أكثر من 4000 كيلو متر حتى مصر، حيث سيطر عليها. والحقيقة تقول أن رمسيس سبق ششنق بأكثر من قرنين، فقد حكم رمسيس الثالث سنة 1183 قبل الميلاد، بينما حكم ششنق سنة 950 ق.م. وقصة فرعون ششنق الحقيقية ليست هكذا، هو ينتمي إلى قبيلة الشواش التي كانت مقيمة على شط الجريد بالقطر التونسي الحالي، وعندما عم الجفاف هاجرت إلى دلتا النيل واستوطنت هناك، وبعد عقود ظهر قائد عسكري منها اسمه ششنق، ولنترك المؤرخ المصري رشيد الناضوري يفصل ذلك فيقول: "وقد تمكنت العناصر الليبية البربرية المستقرة في أهناسيا بالفيوم في مصر والتي تسميهم النصوص المصرية بالتّحنو، من تقلد وظائف هامة في هذا الإقليم حتى ظهرت شخصية قوية فيها هو شخصية ششنق الأول، الذي تمكن من الوصول إلى عرش مصر، وتأسيس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين وذلك سنة 950 قبل الميلاد. وكان قبل وصوله للعرش يحمل لقب رئيس المشاوش العظيم وهي تسمية ترجع في أصلها إلى منطقة شط الجريد جنوبتونس. وقد دعم ششنق مركزه في حكم البلاد بتزويج ابنه من ابنة آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين المصرية في تانيس، وبهذه الطريقة أوجد لأسرته حقا شرعيا في الوصول إلى عرش الفراعنة، ولم تكن كل من الأسرتين الليبيتين في تاريخ مصر القديم الثانية والعشرين والثالثة والعشرين أجنبية بمعنى الكلمة، بل لقد تأثرت هذه العناصر البربرية بالحضارة المصرية المتفوقة في ذلك الوقت بالنسبة إليهم، مع الاحتفاظ ببعض العادات البربرية"[1]. يزعمون "أن الملك ششنق البربري الأمازيغي الأصل هو الذي أوقف وهزم رمسيس الثالث في معركة حاسمة بمنطقة الرمشي، قرب مدينة تلمسان بغرب القطر الجزائري الحالي طبعا، وأن عاصمة ششنق بتافرسة على مسافة 60 كيلو مترا من تلمسان طبعا". والحقيقة تقول أن رمسيس سبق ششنق بأكثر من قرنين، فقد حكم رمسيس الثالث سنة 1183 قبل الميلاد، بينما حكم ششنق سنة 950 ق.م، وقصة فرعون ششنق الحقيقية ليست هكذا. واستمرت أسرة ششنق الأمازيغية تحكم مصر الفرعونية أكثر من قرنين على رأس الأسرتين 22 و23، وبعض المؤرخين يذهب إلى الأسرة الرابعة والعشرين أيضا. يقول المؤرخ الأمريكي وليام لانغر: "ششنق أحد رؤساء الليبيين الذين قاموا بدور هام منذ زمن في الدلتا. أسس أسرة ليبية 22 وعاصتها بوبسطة، أصبح الأمراء الليبيون كهنة لأمون بطيبة"[2]. وقصة ششنق تؤكد وجود حوض حضاري يمتد من المحيط الهندي بسواحل سلطنة عُمان، وحتى شواطئ الأطلسي بموريتانيا، وكان تداخل بشري يتم بصورة دائمة بين سكان هذا الحوض. وهذا يؤكد أن التجمع البشري الذي يقيم في هذا الحوض ينتمي إلى أصل حضاري واحد منذ ما قبل التاريخ. فسلاح الفرسان للجيش الفرعوني كان يتألف من الفرسان الأمازيغ. وتنقلت عبر القرون قبائل أمازيغية التي كانت تسمى اللوبية أو الليبية فأقامت بدلتا النيل. مناسبة يناير عيد للفلاحة بالمغرب العربي كله، يحتفل به المغاربيون تفاؤلا بمجيء سنة زراعية جيدة، يحتفل به العرب والناطقون بالأمازيغية، وهذا لا ينكره أحد، لكن ربطه بالسنة الخاصة بالأمازيغ وبهزم الأمازيغ لرمسيس ولجيشه هذا هو الكذب بعينه. وإلى القراء المعلومات التالية حول عيد يناير من مصادرها التاريخية: أولا: لا يوجد ما يسمى بالسنة الأمازيغية، وأن هذه البدعة من ابتكار البربريين أعداء انتماء المغرب العربي الإسلامي فيما يسمى بالربيع البربري سنة 1980 بولاية تيزي وزو بالقطر الجزائري، ففي هذه السنة ظهر مصطلح السنة الأمازيغية. وقصة يناير وحقيقتها هي مناسبة فلاحية يحتفل بها في الكثير من نواحي المغرب العربي تيمّنا بمجيء سنة فلاحية جيدة خضراء، وليست مقصورة على المناطق البربرية. فحتى بمنطقة القبائل، وقبل ما يسمى بالربيع البربري سنة 1980، كان الاحتفال بها خاليا من أي طابع عرقي أمازيغي. فالأب داليه J.M.Dallet صاحب أهم قاموس للهجة القبائلية حديث، يذكر في مادة [يناير yennayer ] ما يلي: "أول شهر من التقويم الفلاحي الشمسي، تقويم جوليان. أول يوم من هذا الشهر، يقوم فيه الناس بتناول شربة يناير على لحم قرابين الديوك أو الأرانب. ويدخل هذا اليوم ضمن ما يسمى بأيام العواشير، التي تعتبر قبل كل شيء أياما دينية إسلامية، من التقاليد المتداولة. مقولة قبائلية تقول: إن الماء الذي ينزل في يناير ينغرز في وهج حرارة غشت، أي أغسطس"[3]. ولم يذكر داليه أية إشارة أمازيغية. فقذ سألتُ سيدة من مدينة البيّض سيدي الشيخ الجزائرية وهي عربية، فقالت لي بأنهم يعدون الشرشم أي القمح المطبوخ ويأكلونه حتى تأتي السنة بالصّابة، أي بمحصول قمح جيد. كما تقسم رمانة على أعضاء الأسرة. والرمانة عادة عروبية كنعانية فينيقية رمز للخصوبة الزراعية، فرونيه باسيه R.Basset يقول "لقد علّم القرطاجيون البربر الزراعة، فالبربر يكسرون الرمانة على مقبض المحراث، أو يدفنونها في أول خط للحرث، تفاؤلا بأن سنابل الحبة المبذورة ستأتي كثيرة بعدد حبات الرمانة، وهي عادة مستمدة من ثقافة قرطاج، فالرمانة عندها رمز للخصوبة"[4]. وثقافة قرطاج ثقافة عربية قديمة مثل ثقافة الأمازيغ. كل هذا يشير أن يناّير عادة مغاربية بعيدة عن العرقية، مرتبطة بالأرض والزراعة وبخاصة زراعة القمح، تستبشر بشهر ينار الذي يأتي بالماء من خلال ثلوجه وأمطاره، فينبت الزرع ويدرّ الضرع، فتأتي الغلال وفيرة ويعيش الناس في رخاء. كتب بتفصيل المستشرق الفرنسي Ed.Destaing في بداية القرن الماضي مقالا طويلا عنوانه "ينّاير عند بني سنوس" وهم مجموعة من البربر جنوب غربي تلمسان. نشرها في المجلة الإفريقية R.A، واستهلها بخمس صفحات تروي بلهجة بني سنوس البربرية وبالخط العربي احتفالات يناير، خلاصتها كما ثبتها الكاتب في جمل عربية كتبها بنص المقال الفرنسي، نورده بنصها فيما يلي: "يوم نفقة اللحم.. يوم نفقة الكرموس.. إنهم يجمعون في مساء بداية اليوم ورق الشجر الأخضر على أنواعها حتى الريحان والبرواق وبوقرعون والخرّوب والسانوج والكروش والدرياس والعرعار، وينشرونه على سطوح المنازل حتى تأتي السنة خضراء.. في ندرومة يأكلون في اليوم الثاني رؤوس الغنم ويقولون: من ياكل في ينّاير راس يبقى راس، أي يبقى إنسانا عاليا.. في تلمسان يعدون شربة لحريرة بالكروية وهم يقولون: شهّد يا الكروية ما تموت شي يهودية.. وتعد النساء الشرشم أي القمح المطبوخ وهن يتغنين بالبيتين: كل الشرشم لا تتحشم *********** ربي عالم ما دسّينا شي قم تسلّف لا تتهورف *********** قاع الحلّه ما فيها شي ويتردد طلبة القرآن على البيوت طالبين الأكل في هذا اليوم وهم يرددون لا إله إلا الله، والبيتين: هذا الدار دار الله *********** والطلبة عبيد الله عمروها وثمّروها*********** بجاهك يا رسول الله وإذا لم يتلق الطلبة شيئا يرددون: المسمار في اللوح، مول الدار مذبوح، شبرية معلقه، مولاة الدار مطلقة.. وتكتحل النساء عيونهن بالكحل.. وإدا سقط سن صبي في هذا اليوم تردد أمه: يا سنينه يا بنينه، تخرج لوليدي سنينه، بجاه مكة ومدينه، ورجال الله كاملين" [5]. ويلاحظ أن الأقوال التي تردد في هذا اليوم، كما أوردها هذا المستشرق، مطبوعة بالطابع الإسلامي. هذا الكلام برهان على أن البربر ينتمون إلى أصل واحد هو الأصل العربي القديم الذي سمي خطأ يالساميين. معنى هذا أن البربر حكموا مصر الفرعونية قرنين كاملين، ساهموا في الحضارة المصرية القديمة وصاروا شركاء فيها، اندمجوا فيها وصار منهم كهنتها. ومعبد الكرنك بمصر شاهد على ذلك فهو يضم أكثر من عشر مسلات تمثل هاتين الأسرتين الأمازيغيتين، أسوة بالتقليد الملكي الذي يلزم كل أسرة حكمت مصر تخليد ذكرى أمرائها بنصب مسلات تمثلهم في معبد الكرنك. مناسبة يناير عيد للفلاحة بالمغرب العربي كله، يحتفل به المغاربيون تفاؤلا بمجيء سنة زراعية جيدة، يحتفل به العرب والناطقون بالأمازيغية، وهذا لا ينكره أحد، لكن ربطه بالسنة الخاصة بالأمازيغ وبهزم الأمازيغ لرمسيس ولجيشه هذا هو الكذب بعينه. معنى هذا الكلام أن خريطة الوطن العربي كانت تمثل وحدة جغرافية وبشرية منذ آلاف السنين، وأن الأمازيغ قد ساهموا في بناء الحضارة الفرعونية الراقية بواسطة ششنق وأعقابه، متجاوزين ما وصفهم به المؤرخون اليونان والرومان بأنهم كانوا مجرد قادة جيوش وحروب بعيدين عن البناء الحضاري. وأن تبادل الهجرات كان يتم بهذا الحوض الحضاري من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق بشكل طبيعي. جاءت هجرات قحطانية عرب عاربة من اليمن السعيد قبل آلاف السنين وكونوا التجمع الأمازيغي بشمال إفريقيا بعد أن ذاب عنه الجليد، وزحف الجفاف على الجزيرة العربية. وتحركت القبائل الأمازيغية في الألف الثانية قبل الميلاد من الغرب إلى الشرق وسكنت دلتا مصر وحكمت مصر الفرعونية وساهمت في حضارتها بالقرن العاشر قبل الميلاد. وجاء الفينيقيون العرب من بلاد الشام بالألف الثانية قبل الميلاد وساعدوا إخوانهم الأمازيغ في الخروج من العصور الحجرية، وأدخلوهم التاريخ. ونقلوا لهم أساليب زراعية وصناعية كانت سائدة بالمشرق، كصناعة الزيت من الزيتونة التي كانت شجرة برية غير مستأنسة بالمغرب قبل مجيئهم، وكذلك غرس شجرة التين [6]. وفي القرن السابع الميلادي جاء من المشرق العرب المستعربة بالرسالة الإسلامية واندمجوا بإخوانهم الأمازيغ العرب العاربة. وفي القرن العاشر الميلادي توجه جيش فاطمي يتكون من مائتي ألف جندي من قبيلة كتامة الأمازيغية ففتحوا مصر، وبنوا القاهرة والأزهر الشريف، وتزوجوا بمصريات وكونوا المجتمع القاهري. وهاجرت قبائل بني هلال من اليمن وتنقلوا على امتداد عشرات السنين حتى وصلوا صعيد مصر، ومنه هاجروا إلى المغرب العربي بالقرن الحادي عشر الميلادي واستقروا فيه، وكونوا مع إخوانهم الأمازيغ القحطانيين النسيج الاجتماعي العربي المسلم. إذن فقد كان دور ششنق الأول وأعقابه وحدويا يجسد وحدة الوطن العربي مشرقا ومغربا، هاجرت قبيلته الشواش من الجريد بتونس هروبا من الجفاف واستقرت بدلتا النيل حول بحيرة قارون، وبعد عقود ظهر قائد عسكري منها مولود بالدلتا المصرية اسمه ششنق دعمه كهنة مصر فصار فروعن مصر سنة 950 قبل الميلاد وأنقذ مصر من سقوطها بين أيدي الأحباش. ويأتي البربريون ليجعلوا تاريخ علوّه عرش مصر بداية ما يسمى عندهم يالسنة الأمازيغية. أي أنهم حولوا المناسبة من عنصر وحدوي إلى عنصر انفصالي عدواني. ولم تكن هذه السنة معروفة قبل ما يسمى عندهم بالربيع البربري في سنة 1980. ---------------------------------------------- [1] المغرب الكبير، رشيد الناضوري، ج1، صفحة 224، القاهر 1966. [2] موسوعة العالم، وليام لانغر ج1، صفحة 50 51، القاهرة 1962. [3] Paris 1982 Français.- Dictionnaire Kabyle: J.M.Dallet [4] v.62(1921).p340.Les influence Puniques chez les Berberes.Revue africaine: Rene Basset [5] Ennayer chez les Beni Snous. Revue Africaine V.49(1905).P51 _ L . Destaing Ed. [6] R.Basset ، مرجع سابق.