على اثر منع حفل العزاء الذي كان سيقيمه الدكتور ابراهيم دازين والقيادي في جماعة العدل والاحسان، بمدينة وادي زم، لتلقي التعازي في وفاة والده، هذا المنع الذي كان تحت الاشراف المباشر لباشا المدينة، وصلتنا عدة مقالات ننشر ها على التوالي. ***************************************** باشا... يا باشا " باشا " لقب لرجل بمدينتنا الشهيدة يريد أن يكون بطلا فوق الوصف، يريد أن يكون ملحمة تضرب عمقا في التاريخ لتجدد العهد بفرعونية و ظلم قال لهما الزمن عفوت عنكما... جاء أو بالأحرى جيء به ليقول للجميع أنا عفريت و كابوس في واقع كل عازم ممتنع، كل مغرد من خارج قفصنا... مدينة وادي زم مجددا لن تكون بطلة قصة تنمية انتشلت شبابها من براثين الفقر و الفراغ المُنْتِجيْن للإجرام و الفساد، بل هذه المرة و كما هي العادة لن تكون إلا شاهدا على زيف كل ادعاءات العهد الجديد و على كذب كل وعود الحرية و الديموقراطية و الكرامة ... منذ أن وطئت قدما بطلنا "الهُمام" أرض مدينتنا الشريفة كان همه الواضح أن يدنس شرفها و يهتك عرضها و يحتقر تاريخها ... جاء ليقول للحق كفا و للباطل أعد بناء أسوارك لأن من ملكوا الأمر لم يعجبهم ما يسمعونه عن هذه القلعة التي نتفت جبروت الاستخراب عوض الاستعمار الفرنسي ... إنه يا كرام " باشا " مدينة وادي زم الشهيدة، الذي ما فتئ يحاول استعراض عضلاته في كل مناسبة على شرفاء هذه المدينة رجالا و نساء، لعله يقنعهم ببأسه و قلة حيلته في خدمة أسياده . اجتهد بطلنا العبقري في منع فتح بيوت تكون مساجد للمصلين التائبين في شهر الإقبال على الله بدعوى أن هذه المساجد تستخدم للسياسة و لا تملك ترخيصا من وزارة شعارها الدين في خدمة الاستبداد !!!، و استعمل بطلنا لتحقيق ذلك كل وسائل الترهيب و التهديد و الوعيد و التحايل... ربما خاف بطلنا العبقري على دين السلطان من قوة دين الله فاختار أن يحارب الثاني لعله يستأمن على الأول. طال عليه الأمد فحاول تجديد العهد برسالته، لكن هذه المرة سيقفز على كل عرف أو قانون ... لقد أغاضه و هو البطل أن جمعية نسائية تخدم مجتمعها بحيوية و إخلاص أصبحت تهدد مخططه الذي جاء من أجل تحقيقه ... فهدد و توعد منخرطيها و هو البارع في ذلك بكل أنواع التهديدات التي تزيدنا يقينا في بؤسه و بؤس حيلته... فاحت رائحة عفنه فما سلم منها القريب و لا البعيد، و الصديق كما العدو ... فاسأل ماذا جرى في ساحة تسيير مدينة أهملت عقودا من الزمن، حين استوطن أناس لهم من الشرف ما جعل بغيتهم خدمة و بناء المدينة كيف انبرى بطلنا " الهمام " إلى منعهم و محاربة بغيتهم مستخدما كل أساليب المكر و الخداع و التزوير ... سمع أن المدينة تصدر الشرفاء و تصنع الرجال، فقال جوابا عنوانه الثقة أن ذلك في الماضي أما اليوم ستكون المدينة مصنعا للإجرام و مصدرا للخانعين المنهزمين الفاشلين ...سمع ثم خرص و ضحك و هو يبصر كيف تضيع الأجيال حين يتعاطى شباب في ريعان العمر وسائل النصب و الشذوذ رغبة في الحصول على أموال لا تزيد المدينة إلا إجراما و فسادا... عمل بكل جهد على أن يطوق أحرار مدينتنا... فتراه إذا سمع بِحُرٍ في نقابة أو جمعية أو ... يسعى لشراء ذمته، فإن فشل حاربه حرب قريش للمسلمين ... من أواخر فصول قصة صاحبنا " الهمام " أنه منع بجبروته رجلا من مناضلي مدينتنا نجمع رغم اختلافنا مع تقديراته السياسية على نبله و وفاءه و صموده من بناء خيمة يستقبل فيها عزاء الأصدقاء و الأحباب بمناسبة وفاة والده ... ألهذا الحد وصلت وقاحتك يا " باشا " ... ألهذا الحد سول لك خبثك و حقدك أن تحارب مدينة و تحارب أبناءها ... ربما لم تقرأ التاريخ ... أو لم تتبصر به عينا و تدبرا لعلك تفهم أنك لن تستطيع سبيلا إلى تحقيق مخططك و مخطط من بعثوك إلينا ... نحن أحرار هذه المدينة لك و لكيدك بالمرصاد... هذه أيها القراء الكرام بعض معالم بطولة صاحب قصتنا الواقعية... نتمنى أن تكون الأخيرة .و المعول في ذلك هو تكاتفكم أحرارنا ، صمودكم أمام كيده و تظافر جهودكم كل من موقعه ... إلى ذلكم الحين أدعو الله لنا و لأبنائنا بالسلامة و العافية من كيد الكائدين و حرب الحاقدين ... و السلام.