الأسبوع الوطني للجودة في دورته السابعة عشرة بغرفة التجارة والصناعة بخريبكة "تكوين مستمر من أجل تنافسية دائمة" خريبكة : سعيد العيدي احتضنت القاعة الكبرى لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لخريبكة أشغال اليوم الإعلامي حول الجودة يوم الثلاثاء 12 نونبر 2013 في إطار الأسبوع الوطني للجودة في دورته السابعة عشرة الذي تنظمه وزارة الصناعة و التجارة و الإستتمار و الاقتصاد الرقمي بتعاون مع الإتحاد المغربي للجودة و عدة فعاليات أخرى تحت شعار" تكوين مستمر من أجل تنافسية دائمة" وذلك نظرا لما تكتسيه هذه التظاهرة من أهمية كبرى و ارتباطه بتنمية القطاعات المحلية. وقد افتتح اللقاء الذي ترأس أشغاله السيد الكاتب العام للعمالة بكلمة للسيد أحمد خوادري رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لخريبكة رحب في مستهلها بالسيد الكاتب العام للعمالة وعلى تفضله برئاسة افتتاح أشغال هذا اليوم التواصلي الأمر الذي يشجعنا يقول السيد رئيس الغرفة على مواصلة العمل و مضاعفة المجهودات وفق أسلوب التشارك و التنسيق و التعاون فيما بين الفعاليات المحلية لتحقيق أسباب التنمية المحلية التي ننشدها جميعا طبقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده كما شكرالوفد المرافق له وبالسادة رؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين والحضور المشاركين في إغناء و تنشيط محاور هذا اليوم الإعلامي. ويروم هذا اللقاء ، المنظم بشراكة مع المجمع الشريف للفوسفاط وجامعة الحسن الأول وقطاع الصناعة التقليدية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بخريبكة، تحسيس المنعشين الاقتصاديين بأهمية التكوين وتطوير الكفاءات ومواصلة العمل ومضاعفة المجهودات وفق أسلوب التعاون بين الفعاليات المحلية لتحقيق التنمية. إن تنظيم هذا اللقاء التواصلي يقول السيد رئيس الغرفة أنه يندرج في إطار إحياء التقليد السنوي الذي وضعته وزارة الصناعة و التجارة و الاستثمار و الاقتصاد الرقمي و المتعلق بتنظيم الأسبوع الوطني للجودة و الذي يحمل هذه السنة شعار:"تكوين مستمر من أجل تنافسية دائمة" ، و جاء شعار هذه الدورة السابعة عشرة ليؤكد حقيقة أفرزتها الظرفية الاقتصادية الجديدة التي باتت تدعو إلى التفكير الجيد في المكانة الحقيقية للعنصر البشري داخل المقاولة. فشروط بقاء واستمرار المقاولة لم تعد تقتصر فقط على دراسة السوق و على تطوير وسائل الإنتاج و على اعتماد منهجية الجودة، بل أصبح نجاحها يتوقف إلى حد كبير على الاستثمار في العنصر البشري صانع الجودة. و قد أبانت التجارب الحديثة و الرائدة في هذا الميدان أن تكوين الموارد البشرية أصبح شرطا سابقا و أحد العوامل المحددة لآفاق المقاولة، لان التكوين و التكوين المستمر يتيح إمكانية تثمين الرأسمال البشري و يساعد على خلق المهارات و الكفاءات القادرة على استيعاب أفضل للتطورات التكنولوجية المتلاحقة التي تطرأ على وسائل الإنتاج ، و القادرة أيضا على إجادة التعامل مع كل التغييرات التي تعرفها القطاعات الانتاجية التي أصبحت تتطور باستمرار و تحتم على العنصر البشري ضرورة مسايرتها ضمن شروط مهنية معينة قصد الاستجابة لمتطلباتها و مستجداتها و بالتالي الرفع من مستوى التأطير داخل المقاولة . لذا، فالرهان الحقيقي في التنافسية الدائمة أصبح يتمثل بالأساس في الرفع من قيمة الموارد البشرية من خلال مدها بشروط التكوين و التكوين المستمر و التحفيز و التشجيع و تنمية روح الابداع و الابتكار، مما يساعد المقاولة على تعزيز قدراتها الإنتاجية و بالتالي تحقيق معدلات مرتفعة لمردوديتها لأن الانسان هو الوسيلة الأساسية لتحريك وتوجيه المقاولة نحو الأهداف المرسومة لها، وفي هذا الصدد لابد من توجيه تحية خاصة إلى إدارة المجمع الشريف للفوسفاط الذي كان دائما سباقا إلى الإهتمام بالعنصر البشري عبر التكوين ويعتبر برنامج" OCP SKILLS " خير مثال على ذلك. كما لا تفوته الفرصة بهده المناسبة كذلك ، ونحن في أجواء ذكرى المسيرة الخضراء، أن إلتمس من السيد عامل صاحب الجلالة أن ينوب عنهم في إبلاغ السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده تجندهم الدائم وراء جلالته لمواصلة كل المسيرات التي يقودها جلالته بروح من الوطنية الصادقة والتعبئة الجماعية لصيانة الوحدة الترابية والمساهمة في النهوض بالتنمية الشاملة. من جانبه، أكد عامل إقليمخريبكة السيد عبد اللطيف شدالي أن الأسبوع الوطني للجودة بإقليمخريبكة يكتسي أهمية بالغة لارتباطه الوثيق بمستقبل الاقتصاد المحلي والوطني. .حيث أبرز، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام لعمالة إقليمخريبكة سالم زاد، أن الجودة تشكل منظومة كاملة ومتكاملة ترتكز أساسا على التجهيزات والرساميل المستثمرة والإبداع في التجديد والبحث العلمي والتنقيب عن الأسواق وآليات التسويق وغيرها من المرتكزات المؤهلة للمقاولات لمواجهة تحديات العولمة والمنافسة. وشدد على تمكين العنصر البشري داخل المقاولات من خلال تحقيق تطلعاته في انجاز المشاريع الجماعية عبر التكوين والتكوين المستمر وتوفير المناخ الاجتماعي لتطوير مردود ومبادرة الفرد وإنتاج المهارات باستمرار وفق ما تتطلبه الظرفية الاقتصادية العالمية، وكذا انفتاح المقاولة على محيطها العلمي والمعرفي لمسايرة الركب وتثبيت الاستثمار في وقت أصبح فيه العالم يعرف تحديات تكنولوجية عالية الجودة زاد من حركيتها المنعشون الاقتصاديون مبرزا في الوقت ذاته للتجربة المغربية وما راكمته في هذا المجال مبرزا أهمية تطوير العمل المشترك في إطار من المسؤولية والتنافسية الشريفة. أما كلمة السيد وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي بالمناسبة والتي تلاها السيد صالح خنيبة مندوب الصناعة والتجارة بإقليمخريبكة أبرز في مستهلها إلى أن تنظيم أسبوع الجودة يشكل بالنسبة لهم مناسبة لتجديد تأكيدهم على متابعة المجهودات من أجل تحسيس مختلف الفاعلين الاقتصاديين بأهمية الجودة و تعميم استعمال مفاهيمها.حيث تم قطع خطوات طويلة ابتداء من إعطاء الانطلاقة الأولى لتنظيم هذا الحدث الوطني للتحسيس بالجودة، إذ كان من الصعب التنبؤ بمستقبل هذه العملية نظرا للتطور الحالي الذي يعرفه ميدان الجودة ولكون الهيآت المعنية كانت تبدو آنذاك مترددة لاستعمال هذا النوع من التدبير.و لهذا ألح على ضرورة إبقاء إنعاش الجودة كمحور مهم لإستراتيجية الوزارة المتعلقة بتحديث و تطوير النسيج الصناعي. و هذا، نظرا لأننا نعرف بأن مقاولاتنا لا يمكنها أن تستفيد من عولمة الأسواق و تطور متطلباتها إلا باعتماد تدبير عصري ينبني على المواصفات يمكنها من تحسين تنافسيتها و قدراتها. إن الجودة أصبحت اليوم تقول كلمة السيد الوزير أكثر من أي وقت مضى ضرورة ملحة في ظل عالم يفرض فيه الزبناء و التنافسية المزيد من الفعالية و خفض تكاليف الإنتاج. و في هذا السياق، أصبحت الجودة مفروضة في جميع مراحل الإنتاج بل امتد تطبيقها ليشمل جميع الميادين سواء تعلق الآمر بإنتاج المنتوجات و الخدمات في القطاع الخاص أو القطاع العام. إن منهجية الجودة قد تم تطويرها اليوم وفق منظور ينبني على التلبية الكاملة لمتطلبات الزبناء و على مقاربة المنهج لأنشطة المقاولات. لكن يجب التأكيد على أن تنمية الكفاآت مع اعتماد سياسة جيدة لتدبير الموارد البشرية يشكلان عناصر أساسية لإعطاء الشحنة الضرورية بهدف التمكن من اعتماد القواعد الجديدة و قيادة و ضبط التغيرات الضرورية داخل المؤسسة من أجل الفعالية و الحصول على النتائج المرجوة. لذلك أختير للأسبوع الوطني للجودة لهذه السنة شعار " تكوين مستمر من أجل تنافسية دائمة ". فبالفعل إن استراتيجية إنعاش الموارد البشرية أصبحت، أكثر فأكثر، تحتل مكانة متميزة في مسلسل اتخاذ القرارات. إنها مهمة صعبة نظرا لأن الإطار الذي تتزاول فيه يتحول بسرعة كبيرة بفعل العولمة و ظهور التقنيات الجديدة و بفعل تطلع أكثر إلى اتخاذ المبادرة و المشاركة من طرف الأفراد و كذلك بسبب المتطلبات المتصاعدة للحوار الاجتماعي الجديد. و من المؤكد أنه لا يحصل أي تقدم اقتصادي بدون التزام العنصر البشري. إن مهمة رؤساء المقاولات و المسؤولين هو تمكين جميع المستخدمين من تحقيق الذات عن طريق إنجاز المشروع الجماعي المتجسد في استمرار تنافسية المقاولة ، إنها مهمة استراتيجية. إذ يجب تقديم الأجوبة عن الوضعيات المتنوعة للمقاولات و حاجياتها و كذلك تلبية التطلعات المختلفة للمأجورين حيث إن مستوى الكفاءات قد ازداد و مضمون العمل تطور و نسبة اتخاذ المبادرة من طرف الفرد و إعطائه الاستقلالية و المسؤولية في تزايد مستمر و في نفس الحين فإن توحيد الطاقات و التكامل بين المأجورين أصبح ضروريا. إن التحدي المتمثل في التكوين على جميع المستويات التي تواجهنا، يتجلى في وجود مهارات وكفاءات باستمرار. فنحن بحاجة للتوفر على شباب مؤهل وآليات للتأهيل والتكوين المستمر تقول كلمة السيد الوزير. إنه تحدي المعاهد والكليات ومراكز التكوين الخاص والعام وكذلك تحدي المقاولات من خلال التكوين الداخلي. هذا التحدي يشترط مواكبة مضمون برامج التكوين لوتيرة الابتكارات والتكنولوجيات الحديثة إذا أردنا الانخراط في عالم الغد. و على المقاولات أن تعيد تنظيمها بصفة مغايرة و أن تعطي مكانة كبرى لروح المبادرة و الابتكار و التجديد والتكوين ومنح مزيد من الاستقلالية لماجوريها و تطوير العلاقلات التراتبية بين المسؤولين و المتعاونين و إعادة النظر في سياسات التوظيف و التكوين و اللآفاق المهنية. وتجدر الإشارة إلى أن التكوين وتنمية الكفاءات لا يخص فقط الأطر العليا للمقاولة ولكن يجب إيلاء اهتمام خاص بالعامل البسيط بتنمية قدراته التربوية والثقافية وإدماجه في النسيج الاقتصادي طبقا لمقتضيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لحقوق الإنسان. كبرامج التعليم الأولي ومحو الأمية وبرامج التكوين المستمر التي توفر إطارا لتعزيز فرص العمل ومساعدة العمال على ضمان عمل لائق ومنتج. لا يخفى أن واقع العولمة يفرض ضغوطات أكثر فأكثر قوة على اقتصاديات الدول النامية ويفرض عليها إصلاحات وتقويمات هيكلية. ولهذا، ومن أجل الانخراط في هذه الدينامية بكل ثقة، فإن المغرب قد فتح أوراشا عدة للا صلاحات و المشاريع الاقتصادية تهدف إلى تسريع انخراط بلدنا في فضاء التبادل الحر الواسع و بصفة عامة في عولمة الأسواق. و في هذا الاتجاه، فإن المغرب يبدل جهودا حثيثة لكسب هذا الرهان بصفة سريعة و ذلك بتسريع وثيرة بناء اقتصاد عصري منتج و تنافسي ينبني على خارطة طريق حقيقية توضح الرؤيا و تعيد الثقة والحركية للقطاعات. وفي هذا السياق، عملت وزارة التجارة والصناعة لضمان مناخ لتحسين الجودة على توفير حوالي 11000 مواصفة مغربية توافق المواصفات الدولية وتغطي جل القطاعات وكذلك تطوير نظام لإصدار شهادات المطابقة واعتماد هيآت تقييم المطابقة وفقا للمعايير الدولية. كما أن الحكومة تعمل على تحسين الإطار القانوني و إصدار النصوص التطبيقية والمواصفات الوطنية الضرورية لضمان مناخ للأعمال و حماية المستهلك في أحسن الظروف و بخصوص هذا الجانب يجب التذكير أن القوانين الأخيرة التي تم إصدارها و لاسيما القانون 24.09 المتعلق بسلامة المنتوجات و الخدمات و القانون رقم 31.08 المتعلق بحماية المستهلك سيمكن المغرب من ضمان هذا المناخ الملائم لضمان التنافسية السليمة والعادلة داخل السوق. و ستساهم المقاولات التي تعتمد إستراتيجية تقوم على جودة وسلامة منتوجاتها في الرفع من تنافسيتها من جهة والخضوع لمراقبة أقل من جهة أخرى نظرا لافتراض مطابقة منتوجاتها للجودة. كما يشكل الأسبوع الوطني للجودة فرصة لإعلام مختلف الفاعلين حول المستجدات والتطورات في ميدان التقييس ونظم التدبير وتبادل الخيرات ومساعدة المقاولات لتحسين تنافسيتها. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن من بين التدابير المنصوص عليها في الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، برنامج مساندة الذي يساهم ب 600.000 درهم لجميع الوظائف الأساسية للمقاولات الصناعية بما في ذلك نظم التدبير المرتبطة بالمواصفات. ويوفر برنامج امتياز المساعدة المباشرة لبرامج الاستثمار ذات الصلة. وتركزت باقي المداخلات خلال هذا اللقاء على مواضيع همت "التكوين المستمر وتنافسية المقاولات" للأستاذ عبد العالي إدر من جامعة الحسن الأول و" الإستراتيجية الوطنية لشارات الجودة بقطاع الصناعة التقليدية " للمتدخل عزيز تومي مندوب وزارة الصناعة التقليدية بخريبكة مرفوقا بشهادة حية عبر عرض شريط بالصوت والصورة لجمعية بني زمور للنسيج بأبي الجعد و" فعالية الموارد البشرية " للمتدخل عبد الرحيم حكيم مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بخريبكة و" التكوين المستمر ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" للمتدخل السيد قاروس مسؤول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة خريبكة وأخيرا موضوع " نظام تدبير الجودة وتنمية الكفاءات بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة نموذج مركز الاستغلالات المنجمية بخريبكة والذي ألقاه السيد العلواني عبد القادر والسيد حيسو عن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة. وبعد مناقشة العروض وتوزيع شواهد المشاركة على منشطي الندوة من قبل السيد أحمد خوادري رئيس الغرفة ونشير أنه على هامش اللقاء قامت جمعية بني زمور للنسيج بأبي الجعد بعرض منتجاتها نالت استحسان وتنويه الزوار، و اختتم اليوم الإعلامي للجودة بغرفة التجارة والصناعة والخدمات لخريبكة في جو من المسؤولية وحسن التنظيم.