قطعة شَكَلَهَا [i]: عبدالقادر الهلالي في البدء كان الفساد رسالة ملحقة بالرسالة الاولى (ماأجمل الحكومة) في نَحْوِ الحَكَامَةِ (كما تطبق عندنا) : تكون الحكامة او لا تكون، لا تحتاج الحكامة الى صفة "حسنة"[v]، الحكامة تتضمن اعرابيا نعتا مستترا تقديره "حسنة "، اذا قلنا حكامة حسنة، النعت هذا يقدر على أنه حشو في الكلام، الحكامة يجب أن تطبق هكذا "حرفية "، من يمثلون الحكامة في بلادنا يتعمدون الحشو والإطناب، بنية سيئة تقديرها: لا تفهموا، لا تتفاهموا، سوء الفهم كما سوء التفاهم في حَكامَتُنَا الوطنية، تجعلنا نتساءل: هل هناك نية حكامية حسنة أصلا، وإنما الحكامات (وتقديرها العمل الحسن) بالنيات (الحسنة). يقولون: من لم يعرفك خسرك، أما اذا عرفك وخسرك فالخسارة أكبر واكبر. يقولها مغرور مثلي، يعتبر نفسه صديقا للكبار، وله دالة عندهم، لماذا نرتبط بأسماء الكبار (ارتباط من جانب واحد) اذا لم نجد خيرا فيهم،عرفتم الآن أن وزير الحكامة الحالي، وهو من الكبار عندي، و فوق ذلك فهو صديق كبير، هل يعرف هو ذلك؟ صداقة يريد الله أن تستمر لأن موضوع الحكامة أصبح مشتركا بيننا. التعلق بالكبار قد يكون صَغَاراً في النفس يسمى ذي الغرور. واحد من الكبار، وهو صديقي أيضا، واسمه فريدريك، لا بد أنه مات قبل أن يعرفني! نيتشه هذا يسعفني بلسانه البليغ: " مالا يقتلنا يجعلنا أقوى "، أترجمها أنا باللسان الدارج: "اللي ما قتلات تسمن "، محاولة القتل الفاشلة قد تكون من أسباب السمنة، ومن أسباب السمنة ايضا: ذو الغرور، الغرور قد يصيب الكهول كذلك الشاب الذي رسمه فرانز هالز وهو يمسك جمجمة بين يديه(عنوان الغرور) قد يكبر و يبقى مغرورا في سن الكهولة، في رواية أخرى، يصبح كهلا لا يقل غرورا عن الشاب الذي رسمه الفنان المشهور في اللوحة الأصلية، الغرور الذي جاءني على كبر، كل الذين كانوا يعرفونني، لا يعرفون أن هذا المرض الخبيث كان من شلتي القديمة، المغرور الذي يأتيكم كهلا، بعد أن استفحل مرضه، يريد أن يكون حالة ميئوس منها من الغرور، ليجد القوة كي يقول بأعلى صوت: أنا مغرور اذن أنا أتحدى![vi]. هاأنذا أتحدى! دخلت سوق النوادر، يسمونه في تطوان "قلب، شقلب "(أو تشقلب)، التقيت هناك بنادرة اسمها شباط، يقلب، يشقلب، يتشقلب وينقلب أيضا، شباط شخصية انقلابية بطبعها... كنت قد تحدثت من قبل عن كان وأخواتها(أصبح،سار...الخ) ،ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، مقابلها باللغة الفرنسية هو أفعال الحالة verbes d'état، علاقات الحالة قد تخلق ملهاة، علاقات، لا نحتاج هنا الى بطل(مثل شباط) نكتفي بشباط رمزي، نشتق من الشباطية فعل حالة يرفع المبتدأ والخبر وكل ما وجده أمامه، بل يقلب الطاولة بما عليها على الاصدقاء والأعداء ... ولا يبالي، شباط كما هو، انقلابي بطبعه، يصبح سنة يقتفيها الأتباع، أنا لست واحدا منهم، وسنة حسنة أيضا: أنا سني بهذا المعنى، انقلاب رمزي، نسميه الشباطية الثقافية.اتحدى الفساد بالشباطية (التي تعني اقلب شقلب). أنا اذا انقلبت على الفساد، فانا لست شخصا انقلابيا إلا بالصدفة فقط (وأبالي). ------------------------------------- هوامش : [i] لماذا اخترع ابو الأسود الدؤلي حركات الشكل العربية، نعرف القصة: ما أجمل السماءَ ما أجمل السماءُ، ما أجمل السماءِ، إذا قلنا هكذا: ما أجمل السماءْ (الهمزة في حالة سكون) نتعمد عن سبق اصرار وترصد خلق حالة لغوية عربية تسمى "سوء التفاهم "، التفاهم يقوم عربيا (حسب النحو العربي) على ثلاثة حركات: الفتح، النصب والكسر...كلها حركات تحرك الكلام فقط. السكون يبقى أيضا مشكلة فوق النحو . الحكامة المغربية عندما تنتهي بهميزة فوقها سكينة. (التصغير من أجل تدليع الفساد). ما اجمل الفساد . نضيف مثلها: ما اجمل العبوديةْ. [ii] نتبع هذا الرابط: www.khouribga-online.com/kh-writers/7715-ما-أجمل-الحكومهْ-قطعة-شَكَلَهَا-عبدالقادر-الهلالي.html