بقلم أشرف لكنيزي يعيش الفن في المغرب خلال الآيام الماضية، حالة من الإنحطاط الفكري و الثقافي، خاصة بعد ظهور عدة مقاطع فيديو (كارثية )، لمجموعة من الأشخاص إختاروا كاميرات هاوية لتسجيل مقاطع غنائية ليست لها صلة لا بالغناء و بالفن بصفة عامة، لاعلى اغنية سينا المشهورة ب " يو ار هاندسم لايك انجل "، لم تكن سوى النقطة التي افاضت الكأس، وجعلت من سينا محطة إهتمام العديد المتتبعين و الإعلاميين خصوصا بعد تجاوز عدد المتتبعين للفيديو كليب على موقع يوتيوب العالمي سقف المليون مشاهد، و ليتبعها الشاب يونس من مدينة بني ملال بمقطعه الشهير "شالينا شالينا "، مما أثار ضجة بدوره و جعله يدخل في نقاش حاد مع مالك الأغنية الأصلية الفنان سعد المجرد اغنية" سالينا سالينا "، و لتتوالى الأحداث بعدها و نسمع عبر امواج إذاعات الراديو خبر الإعتداء على سينا من قبل مجموعة من الشباب، كل هذه الفوضى و التبعات السلبية التي آلت إليها الساحة الفنية بالمغرب لم تأتي من فراغ، فلإهتمام المبالغ فيه التي اولته مجموعة من المحطات الإذاعية، و المواقع الإلكترونية لمثل هذه الإصدارات التافهة، يجعل العديد من رواد اليوتيوب مهووسين بالنجومية الإلكترونية، خير دليل على هذا المقاطع الشبه يومية التي اصبح مجموعة من الشباب و الشبات و غيرهم من المغاربة يسجلونها على موقع يوتيوب و ينشروها عبر مواقع تواصل الإجتماعي. "بغيت ندوز في يوتيوب" هي فقرة اسبوعية إعتدنا الإستمتاع بها كل أسبوع لما تجود علينا به، من كوارث إختاروا الشبكة العنكبوتية لتعبير عن مواهب لاتمت لهم بصلة لا شكلآ و لا مضموننا ، فبرجوع قليلا للخلف للبحث عن ظاهرة "البودكاست " و مقاطع الفكاهية و الغنائية بالمغرب، نجد انها تضم مجموعة من الشباب لم تنصفهم نخبوية القنوات و البرامج التلفزية، فختاروا شق طريقهم عبر الشبكة العنكبوتية من بين النجوم الذين شقوا مسارهم عبر اليوتيوب، نخص بالذكر الفنان الكوميدي "إيكو"، ونجوم البودكاست بالمغرب " خالد شريف ، ياسين جرام ..."، كلها اسماء قدمت مقاطع فنية محترفة، و لقت تجاوب ايجابي مع الشارع المغربي، لذالك فالمغاربة ليسوا ضد هذه الفكرة لكن يجب إحترامها و التعامل معها بكل حرفية، حتى لانستيقظ كل عشية و ضحاها على واقع كارثة فنية. هؤلاء الأشخاص يعانون من عدة إضطرابات نفسية، كونهم يحلمون بصنع نجومية، دون الإهتمام بالموهبة الفطرية التي يفتقدونها، فالفن موهبة بالفطرة، لايتم إصطناعها في رمشة عين لكنا تصقل منذ الصغر و يتم تتبعها و العمل ليل نهار حتى ترقى لمستوى الساحة الفنية.