بقلم: يوسف بن بغداد شعبان: شهر يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مضى شهر رجب وفيه من الخير ما فيه وأقبل شهر عظيم هو شهر شعبان ولنا إن شاء الله تعالى وقفة فيه، نحاول من خلالها التتلمذ علي يدي الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه من خلال حاله مع شهر شعبان. عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" [1]. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان" -كما روت زوجاته رضي الله عنهن- أنه كان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله مع أنه لم يستكمل شهرا بالصيام غير رمضان، ونقف هنا وقفة من داخل البيت النبوي مع أمنا عائشة رضي الله عنها في ما ترويه عن أبيها سيدنا أبو بكر رضي الله عنه تقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان"[2]. وفي رواية عن النسائي والترمذي قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله، وفي رواية لأبى داود قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصوم شعبان، ثم يصله برمضان. ونقف وقفة أخرى نزور فيها البيت النبوي عند أمنا أم سلمة وما أدراك ما أم سلمة رضي الله عنها تقول: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان"[3]. وقد قال بعض أهل العلم: إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور، وإن كان قد ورد النص أن شهر الله المحرم هو أفضل الصيام بعد رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"[4]. وعند النسائي بسند صحيح عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أفضل الصلاة بعد المفروضة، الصلاة في جوف الليل. وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم" [5]. ومن الحكم كذلك في الإكثار من صيام شعبان: ما تضمنه حديث أسامة بن زيد المتقدم ذكره وفيه قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فبين له صلى الله عليه وسلم سبب ذلك فقال له: "ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان" وماذا أيضا؟ قال: "وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" [6] إن هذا الحديث تضمن معنيين مهمين: - أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان. - ثانيهما: أن الأعمال ترفع وتعرض على رب العالمين، فأما كون شعبان تغفل الناس فيه عنه، فإن ذلك بسبب أنه بين شهرين عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فاشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولا عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر محرم، وهذا ليس بصحيح، فإن صيام شعبان أفضل من صيام رجب للأحاديث المتقدمة. مراجع: [1]رواه النسائي، وانظر صحيح الترغيب والترهيب ص 425 [2]رواه البخاري ومسلم [3]رواه الترمذي [4]رواه مسلم [5]رواه النسائي بإسناد صحيح [6]رواه النسائي. عن موقع جماعة العدل والاحسان