الغبن والحسرة يمثل الوجه الاخر لمأساةمدينة وادي زم ولكل المدن المكافحة ضد الاستعمار. وكأن النظام المخزني يعاقبها على مساهمتها في الاستقلال الشكلي مثل العديد من امثالها المكافحة مثل الحسيمة عاصمة عبد الكريم الخطابي. وبني ملال عاصمة الحنصالي وبوكرين من أسود الأطلس الحقيقيين. ومدن خنيفرة وتادلة والاحياء الشعبية في المدن التاريخية وغيرهم ضحية الاستعمار الجديدوخادمه النظام المخزني. لايهمه من التاريخ الاقمع مهد الانتفاضات الشعبية ومعاقبتها بعد دلك بتهميش شبابها وقمع مناضليها.وافقار أهلها .وتخدير شبابها وتجهيله.واستغلال بناتها في أوكار الدعارة والانحلال .فأين الحراك الشعبي الدي كانت تتزعمه مدينة وادي زم في السبعينات وبداية الثمانينات .اين مناضلوه الدين كان لهم باع كبير في تاسيس التنظيمات النقابية والحقوقية والاحزاب السياسية المعارضة في المنطقة. اين النهضة الثقافية والفنية وطاقاتها التي كانت تزخر بها المدينة المناضلة. نتذكر ان أحدالمناضلين الفلسطينين -واصف منصور - كان يزور المدينة من حين لاخر في الثمانينات للتعريف بتطورات القضية الفلسطينية في اطار أنشطة المدرسة الوطنية لتكوين الأطر للشهيد عمر بنجلون .حيث أنه من فرط اعجابه بها كان يشبهها بأعتى المدن الفلسطينية وأعرقها في النضال.كل شيئ دهب سدى بسبب هجمات المخزن على الارث النضالي وتواطئ ادنابه والدكاكين السياسية والنقابية والجمعوية التي تدور في فلكه.فحتى المتنفس المعيشي الوحيد للمدينة المتمثل في معمل ايكوز تمت تصفيته بتواطئ البيروقراطية النقابية بزعامة الاموي وشردمته الانتهازية وحراس مقراته تحت مظلة المكاتب النقابية.مما ترتب عنه من تسريح للعمال وتشريد للعائلات وتفكيك للاسر. اما الثروة المنجمية للفوسفاط فلا تعرف منها المدينة سوى الثلوث الدي اتى على النبات والحيوان والبشر بالامراض المزمنة مثل السيليكوز والامراض المرتبطة به نتيجة لبشاعة الاستغلال وغياب شروط السلامة .بالاضافة الى التعسف في نزع الاراضي بأبخس الاثمان. هذا فحتى منجم الحديد بايت عمار تم اغلاقة وتسريح عماله وتشريد اسرهم منذ بداية الاستقلال تحت مبرر نضوبه من الحديد والحقيقة انه تم اغلاقه لتلافي ما ستترتب عليه الاوضاع من بزوغ نهضة عمالية ووعي كفاحي قد يؤدي الى العدوى في المنطقة. . الكل تكالب عليك يا مدينة الصمود فتناوب عليك خدام المخزن من نبايكية وجلاليين سعيديين تحت غطاء لعبة المخزن المخدومة بالصراع القبلي. وعدالة وتنمية ولعبته المخدومة بمغازلة المشاعر الدينية والوصاية على الأخلاق زورا وبهتانا وتجار السياسة المبتدلة .والمراهنون على المؤسسات المغشوشة التي تفرخها الدساتير المزورة الممنوحة .ليعيتوا فيك فسادا فلم يشفع لك لا تاريخك النضالي ولاتضحياتك بعده ولا فقرك وطيبوبة اهلك بل استغلوا كل هدا لبيع تاريخك في سوق النخاسة الوصولية والانتهازية. فأنت يا شباب وخيرة مناضلي المدينة الكفاحيين ومكونات المجتمع المدني من النزهاءالشرفاء وحدك القادر على ارجاع الامور الى نصابها لتتصالح مع التاريخ بالتصدي للفساد والاستبداد والبيروقراطية النقابيةوالسياسية والظلامية بكافة أشكالها. سواء منها التي تشارك في مسرحية التناوب المخزني ولا التي تدعي المعارضة بالخرافة ورؤيا النصب على الدين والأخلاق والتراث. وانت يا جماهير الشباب المعطل وحدك الكفيلة بصون حقك في الثروة المنهوبة من طرف مجالس الفساد بفرض حقك المشروع في الشغل وفي المساهمة في تنمية بلدك.في زمن تحترق فيها الأجساد احتجاجا على الفقر والظلم والحكرة بكافة أشكالها بعد أن ضاقت ذات اليد وانتشرت الفاقة والتسول والتخدير وبيع الأجساد والكرامة بأبخس الأثمان.في حين يرقص مجلس الرجعية. في مهرجان البؤس .على فاجعتها في غياب سماسرة النضال الفاسدين والمسترزقين بملفات العمل الحقوقي والسياسي والنقابي بالمدينة الشهيدة .الغائبون عن المسؤولية النضالية الذين لايظهر لهم أثر الا في المناسبات الانتخابية وما شابهها. عبدو صبري