تداولت بعض الصحف الوطنية في الآونة الأخيرة خبر انتشار فيروس السيدا بمدينة بومية خاصة بين نساء اللواتي يمتهن الدعارة بالمنطقة,بحيث حددته جريدة أخبار اليوم المغربية في عددها اليوم 9 يناير الماضي ب 32 حالة و هو في حقيقة الأمر رقم مفزع و مخيف , في حين حدده فاعلون محليون ب 3 حالات فقط لكن كيفما كان الرقم فهو مرشح للارتفاع إن لم تتخذ إجراءات ملموسة وفعالة للحد من انتشار الفيروس علما أن هذه الواقعة من شانها أن تخدم البلدة في القضاء على هذه الظاهرة التي طالما أزعجت الساكنة المحلية و التي بسببها تصنف بومية ضمن النقط السوداء التي تنشط فيها بائعات الهوى بشكل كبير علما أن نسبة كبيرة من اللواتي يمتهن الدعارة في هذه البلدة هن من مناطق مختلفة من المغرب حيث وجدن تربة خصبة في بومية و الذي و فرته لهن بعض الوسيطات المحترفات اللواتي يستدرجن العديد من الشابات الفقيرات اللواتي استسلمن لظروف اجتماعية واقتصادية صعبة ببيع لحمهن مقابل المال هذا الأخير تاخد فيه الوسيطة حصة الأسد لأنها توفر السكن و الأكل و حتى الزبناء إذ يمكن أن تجد في منزل واحد من ثلاثة إلى خمسة شابات يستعرضن جغرافية جسدهن في الأزقة ليسلن لعاب الباحثين عن المتعة الجنسية . هذا الحدث المنتشر بالبلدة من شأنه أن يساهم ايجابيا و سلبيا في جهود المبذولة في القضاء على هذه المعضلة -إن كانت هناك فعلا جهود – أولها أن بومية ستكون وجهة غير مرغوب فيها بالنسبة للمترددين على البورديل و كذلك الذين يأتون من مناطق بعيدة من اجل الاستمتاع بليالي حمراء تنظم من طرف وسيطات تعمل على توفير كل شيء حتى ترضي زبناءها الكرماء , كما أنها أيضا ستحد من استقطاب المزيد من بائعات الهوى بحيث أن الخبر سيجعل من بومية منطقة مغضوب عليها بالرغم من كل الإغراءات المادية التي يتلقينها من الوسيطات , أما من الناحية السلبية فان مغادرة البورديل المعروف بجاج اغرم سيكون له تأثير سلبي على الأحياء الأخرى بحيث سيتم غزوها و هذا فعلا ما قد بدأ يحدث إذ عملت بعض الوسيطات على اكتراء منازل داخل أحياء بعيدة عن جاج اغرم و ذلك بغية منها استقطاب فئة معينة من الزبناء خاصة منهم العاشقين لليالي الحمراء ليبقى جاج اغرم لبعض الفقيرات أو بعض المتقدمات في السن و اللواتي أثرت عوامل الزمن في جغرافية جسدهن و بالتالي يقتصرن فقط على بعض الراغبين في تلبية رغبتهم الجنسية بثمن زهيد دون الاكتراث بمظهر أو سن الطرف الأخر . للأسف بورديل جاج اغرم نقطة سوداء في بلدة تعد رقم مهم اقتصاديا في إقليم ميدلت نظرا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي المتواجد في هضبة ملوية العليا التي تفصل الأطلس المتوسط بالأطلس الكبير الشرقي الأمر الذي ساهم في ازدهار بعض الزراعات خاصة المغروسات منها كالتفاح, كما أن للشبكة الطرقية المتوسطة دور مهم في اقتصاد بومية هذا ما ساعدها ان تحتل الرتبة الأولى بأكبر سوق أسبوعي بالإقليم بالرغم أن البلدة تتوفر على بنية تحتية ضعيفة نظرا لسوء التدبير من طرف المجالس المحلية المتعاقبة على تسيير الشأن المحلى . رشيد مبروك .