لا شك أن الحوادث الرياضية تنم عن وقوع اللاعبين تحت تأثير الغضب والانفعال الذي ينمو ويتزايد مع مرور الأيام ليشكل ضغوطا تولد الانفجار بعد ذلك ، هناك من اللاعبين من يفقد السيطرة على لجم انفعالاته فيعبر عن غضبه بتصرفات وانفعالات هي غير مقبولة رياضيا وأخلاقيا يتم معاقبته عليها ، لكن أطباء وعلماء النفس يحثون على تفريغ هذه الانفعالات بشكل أو بآخر لتجنب ما لا تحمد عقباه كالموت أو الجنون أو استعمال العنف أو الانتحار...وهناك بعض اللاعبين يكتمون غيضهم الشديد وانفعالاتهم ويفضلون الصمت والهدوء لسبب من الأسباب لكنهم بذلك يعرضون حياتهم للخطر : ارتفاع الضغط الدموي أوالنفسي، سكتة قلبية ، سكتة دماغية ، شلل مفاجئ ....كما حدث للمرحوم جواد أقدار الذي عانى الكثير وتحمل الكثير من تصرفات بعض المدربين والمسيرين والوسطاء، والتي شكلت له ضغوطا نفسية قاتلة ، أكاد أجزم بعد عدة قراءات متأنية وتحليلات معمقة للوقائع والأحداث والظروف والملابسات التي أحاطت بوفاته ، وبما أسر به المرحوم قبل وفاته لبعض المقربين منه جدا. وبناء عليه لا ينبغي الإلقاء باللائمة دائما على اللاعب أو الاكتفاء بأن الحادث قضاء وقدر فقط ، بل ينبغي البحث عن الحقيقة وعن الدوافع والأسباب من وراء ذلك . مما لا شك فيه أن بعض المسيرين والتقنيين يتحملون جانبا من المسؤولية فيما يقع ، فاللاعبون ليسوا آلات حديدية أو "ربوتات" ،بل هم بشر من لحم ودم يتأثرون بمحيطهم ويتفاعلون معه سلبا أو إيجابا ،اللاعبون ليسوا عبيدا مسخرين كما يظن المدربون والمسيرون . وهؤلاء الأخيرون ليسوا ملائكة أو منزهين . فرفقا باللاعبين أيتها المكاتب المسيرة وأيها المدربون .والسؤال: لماذا لم تفتح تحقيقات حقيقية وجادة في أسباب وفاة لاعبين كبار أمثال الزروالي ،جواد أقدار ،عادل التكرادي،وبلخوجة... من طرف الجامعة الملكية لكرة القدم والضابطة القضائية ،قصد تحديد المسؤوليات ومعاقبة المذنبين إكراما لأرواحهم وجبرا لنفوس ذويهم وتجنبا لتكرار مثل هذه الحوادث القاتلة المفجعة. لا ثم لا للإفلات من العقاب ، فبعض المدربين والمسؤولين لا علاقة لهم بالرياضة وبأخلاقها بقدر ما لهم علاقة بعالم الشهرة والمال والأعمال والإنتخابات والولوج إلى عالم النخبة ولو على كرامة وحياة الآخرين ، صحيح إن الموت قضاء وقدر لا جدال في ذلك، لكن راء ذلك أسباب ومسببات هي الأخطاء البشرية ،ومعرفتها ليس كفرا ولا تعارضا مع الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره . مرة أخرى أكرر رفقا باللاعبين أيها المسؤولون. ولا نريد مزيدا من الفواجع ،حقيقة أن هناك عدالة إلاهية تنصف المظلومين وتعاقب الظالمين لكن هذا لا يمنع أن تأخذ العدالة في الدنيا مجراها كذلك.