الحاج احمد أقدار: حب الجماهير العزاء الوحيد لعائلة المرحوم جواد أقدار في مصابها الجلل في طريقنا إلى منزل عائلة المرحوم جواد أقدار، عبر سيارة تاكسي صغير، ونحن نعبر أزقة حي البيوت، مر شريط ذكريات هذا اللاعب كلمح البصر: في هذا الحي وعبر بوابة " باب الحرية"، رمز الحرية والاستقلال، تنفس الحياة في 9 شتنبر 1984 بخريبكة، الأخ الأكبر لأربعة إخوة، من عائلة تنحدر من منطقة إماسيين ضواحي سكورة بورزازات، ترعرع في أزقة هذا الحي وتنسم هواء مدينة خريبكة، التي أنجبت لاعبا كبيرا من طينة المرحوم جواد أقدار، الذي بدأ مشواره الكروي في الأندية المحلية مع الصغار، وتدرج في مساره الرياضي، حيث لعب لعدة منتخبات وطنية من فئة الفتيان والشبان، كما استدعي في مناسبات لتعزيز النخبة الوطنية للكبار، ولعب أيضا لأندية أولمبيك خريبكة والجيش الملكي، ونادي حسنية اكادير، بالإضافة إلى تجربة بدول الخليج. انعطف بنا التاكسي الصغير إلى ساحة توجد أمام منزل عائلته، فأثار انتباهي شجرة توت كبيرة منتصبة في وسط الساحة، تطل مباشرة على زقاق صغير يفضي إلى باب المنزل. لابد أن لهذه الشجرة ذكريات معه. صاحب التاكسي الذي لم يجد صعوبة في معرفة العنوان، قال لنا دون أن نسأله: إنه لاعب طيب وصموت..الكل يحبه. ثم أردف قائلا: المشكلة أن جدته التي ربته، عائدة من الحج صباح غد يوم الثلاثاء 6نونبر وهي لا تعرف أنه توفي. استقبلتنا والدته زهرة املوان، بالترحاب ودعتنا للدخول إلى الطابق العلوي، برفقة أحد أصهاره، وجلسنا في صالة كبيرة وانتظرنا وصول والده الحاج احمد أقدار، رجل في عقده السادس تقريبا. رحب بقدومنا وقام بواجب الضيافة على طريقة أهل منطقة "اماسيين بورززات". كان الرجل بشوشا يقاوم سحابة من الحزن خيمت على نظراته الهادئة.. وأكد لنا وسعادة غامرة تملا قلبه، أن حب الجماهير الغفيرة التي حضرت جنازته، إضافة إلى لاعبي حسنية أكادير و أولمبيك خريبكة، والسلطات المحلية، التي ترأسها عبد اللطيف شدالي، عامل إقليمخريبكة، وفعاليات المجتمع المدني.. كانت العزاء الوحيد لأسرته في محنتها، مؤكدا أنه تلقى التعازي من عدة جهات محلية نادي اولمبيك خريبكة، الذي تكفل بحفل التأبين)، ووطنية ( وزير الشباب والرياضة، عن طريق برقية، ومن مسؤولي فريق حسنية أكادير، (مع تقديم مبلغ مالي كواجب التعزية)، بالإضافة إلى تعازي لاعبين من أغلب الفرق التي لعب معها، ومن فعاليات مدنية وسياسية ورياضية وثقافية..) كما تلقى العزاء من رئيس فريق الرائد السعودي، إضافة إلى تعزية "الفيفا" في شخص بلاتير. في حين تبرأت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من وفاته ولم تقدم واجب العزاء..؟ كما تلقى دعما ماديا من عامل إقليمخريبكة، ومن أصدقائه، من لاعبي فريق اولمبيك خريبكة، ومن المسؤولين عن مكتب فريق حسنية أكادير. كما أكد لنا تلقيه دعوة من المكتب المسير لفريق حسنية اكادير، الذي أجله إلى حين عودة والدته الحاجة فاضمة أقدار من السعودية، حيث قامت بمناسك الحج، والتي من المفترض أن تصل زوال هذا اليوم( الثلاثاء 6 نونبر)، دون أن يعرف حيثيات هذه الدعوة. لكن ما أكده والده الحاج أحمد ووالدته زهرة وإخوته، هو حب الناس للمرحوم، معتبرين ذلك أهم دعم معنوي حقيقي تلقوه في مصابهم الجلل.. وقال والده بالحرف: "إن المرحوم جواد أقدار، هو ابن مدينة خريبكة وابن هذا الوطن، وعائلته هي جزء صغير في هذه الأسرة الكبيرة، التي أحاطتنا بعطفها وحبها..فنسينا مصيبتنا..". أما جدته الحاجة فاضمة أقدار، التي ربته وشملته بعطفها وحنانها منذ صغره، لم تعرف بموته إلا عند قدومها من الحج، صباح يوم الثلاثاء 6 نونبر، حيث كلفت العائلة أحد الوعاظ المعروفين في المدينة، باستقبالها رفقة بعض أفراد الأسرة، لمواساتها وتذكيرها بقضاء الله.. خوفا من أن يصيبها أي مكروه عند سماعها خبر وفاة ابنها وفلذة كبدها..نظرا للعلاقة القوية التي كانت تربطها بالمرحوم جواد أقدار، الذي تكفل بمصاريف الحج. وفي السياق نفسه، فإن مدينة خريبكة، والأسرة الرياضية قاطبة، فوجعت في وفاة المرحوم عادل التكرادي، ابن مدينة خريبكة، وهو يقوم بالتداريب داخل الملعب الفوسفاطي سنة 1997 خلال الحصة التدريبية لفريق اولمبيك خريبكة، إذ سقط خلال إجرائه لتسخينات خفيفة على أرضية الملعب، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستشفى. وحسب مصدر طبي، فان سكتة قلبية مفاجئة كانت وراء وفاته. وحسب بعض المصادر، فان عائلته لم تستفد من تعويضات حقيقية مقابل خدماته. واللافت أن موته ظل لغزا محيرا، ووجدنا شحا في المعطيات التي تتعلق بحياته ومساره الكروي.