مات اللاعب جواد أقدار.. نزل الخبر كالصاعقة على الجميع، خاصة عائلته، ولاعبي ومسيري الحسنية، وبشكل أخص، على عميد الحسنية، اللاعب عز الدين حيسا، بحكم أنه أقرب شخص إلى المرحوم أقدار لحظة وفاته. فقد كان برفقته على متن سيارة خاصة لتناول وجبة طعام خفيفة بعد انتهاء المباراة التي جمعت حسنية أكادير بالنادي القنيطري برسم الجولة الخامسة من البطولة الاحترافية. فقد كان المرحوم جواد أقدار آخر من غادر ملعب الانبعاث، رفقة زميله وصديقه اللاعب عز الدين حيسا، بعد أن أخذ حماما ساخنا إثر مشاركته في المباراة، إثر إشراكه من طرف المدرب مصطفى مديح كبديل للاعب البساطي، في الدقيقة 86 من عمر المباراة. ومباشرة بعد خروجه من ملعب الانبعاث، استقل الاثنان سيارة أجرة صغيرة في اتجاه الفندق الذي أقام فيه الفريق في إطار استعداده للمباراة.
وما إنا وصلا أمام الفندق حتى توجها نحو سيارة أقدار، وامتطياها في اتجاه حي الباطوار لكي يعرجا على أحد أصدقاء جواد العزيزين عليه، ليشاركهما وجبة الطعام الخفيفة. إلا أنه لم يقدر لتلك الوجبة أن تصل إلى معدة المرحوم جواد أقدار، إذ بعد وصولهما إلى ملتقى الطرق المعروف ب «القامرة» لاحظ اللاعب حيسا أن أقدار، وهو المعروف بخلقه الحسن واحترامه للقانون، لم يتوقف عند إشارة الضوء الحمراء، وتجاوزها.
واستدار حسيا نحوه للاستفسار عن السبب، ليفاجأ بمنظر هاله في البداية، إذ لاحظ ان جسم جواد أقدار جامد، وعيناه جامدتان، ويداه متصلبتان وهما ممسكتان بالمقود. وجاء رد فعل اللاعب حيسا سريعا، إذ أمسك بالمقود، وجذب الفرامل اليدوية بقوة إلى الخلف، لتتوقف السيارة بشكل نهائي على جانب الطريق.
وبشكل سريع، بادر اللاعب حيسا إلى الاتصال بالدكتور محمد بيزران، طبيب الفريق، وبباقي المسيرين، وسيارة الإسعاف، ليحضر الدكتور إلى عين المكان، وليتم نقل اللاعب جواد أقدار على متن سيارة خاصة إلى إحدى المصحات الخصوصية بالمدينة، بعد تأخر وصول سيارة الإسعاف.
ورغم جميع محاولات الإنعاش التي باشرها الطاقم الطبي بالمصحة، من صدمات كهربائية ومد بالأكسجين لجسم اللاعب أقدار، وتنفس اصطناعي وغيره، إلا أن الحياة كانت قد فارقت جسم المرحوم أقدار.
وأكدت مصادر طبية أن السبب الرئيسي لوفاة اللاعب أقدار هو تعرضه لما يصطلح عليه ب «الموت المفاجئ» (mort subite). وأكدت ذات المصادر أن من بين الأسباب التي تؤدي لها هو وقوع تصلب في أحد الشرايين، مما ينتج عنه توقف ضغط الدم والإصابة بشبه شلل مؤقت، وعند عدم التدخل في الحين، يصاب المعني بسكتة قلبية.