فارق جواد أقدار لاعب حسنية أكادير مساء السبت الحياة بعد مشاركته لدقائق في المباراة التي لعبها فريقه أمام النادي القنيطري في الجولة الخامسة من البطولة «الاحترافية». وحسب شهادة الوفاة التي تسلمتها عائلة الراحل فإن الطبيب علل الوفاة بعبارة «وفاة مفاجئة». وقال شهود عيان إن سيارة الراحل، الذي ووري الثرى ظهر أمس الأحد بمدينة خريبكة مسقط رأسه كادت أن تصدم سيارة كانت قادمة من الجهة المقابلة، حيث روى سائقها أنه انتبه إلى أن سيارة الراحل التي كانت تسير على يمين الطريق كانت منحرفة عن مسارها العادي، مما دفعه إلى تفاديها، هو الذي كان قادما من اليسار. وتوفي جواد أقدار اللاعب الذي قال عنه زملاؤه في جميع الفرق التي لعب لها إنه كان دائما متفائلا ومحبوبا، بعد حوالي ساعة ونصف من نهاية مباراة حسنية أكادير والنادي القنيطري التي شارك في العشر دقائق الأخيرة منها. قبل أن يغادر الملعب بعد الاستحمام في اتجاه الفندق، الذي كان يقيم فيه اللاعبون قبل المباراة، يرافقه عميد الفريق عزالدين حيسا، حيث انتقلا على متن سيارة أجرة إلى الفندق، وهناك استقلا سيارة الراحل التي كانت مركونة بموقف السيارات التابع للفندق. وقاد الراحل السيارة بنفسه، حيث كان ينوي أن يتوجه أولا إلى بيت زميله حيسا، غير أنه في الطريق إلى البيت سيلاحظ حيسا، وفق ما رواه ل»المساء» أن زميله لم ينتبه إلى إشارة المرور الحمراء. حدث ذلك على مستوى مدارة القامرة في المدخل الجنوبي لمدينة أكادير، مما دفعه إلى الالتفات نحوه، حيث كان جواد أقدار حينها شاردا، على حد وصف زميله، قبل أن ينتبه إلى أنه لم يعد يتحكم في مسار السيارة، الأمر الذي دفع حيسا إلى شد المقود واستعمال الفرامل اليدوية، حينها كان الفقيد قد سقط على مقود السيارة. مباشرة بعد ذلك ربط عميد الفريق الاتصال بأحد مسيري الفريق الذي أرشده إلى إحدى المصحات الخاصة بالمدينة، وهي المصحة التي توجه إليها أيضا طبيب الفريق محمد بيزران، غير أنه بعد وصول الراحل إلى المصحة بحوالي عشر دقائق كان قد أسلم الروح إلى باريها. في نفس السياق بات الراحل خامس لاعب كرة قدم يلقى حتفه في خضم مشواره الرياضي، وذلك بعد عزيز التكرادي، قلب هجوم أولمبيك خريبكة (فارق الحياة بعد نهاية تداريب الفريق)، ويوسف بلخوجة (شهيد الديربي البيضاوي) الذي توفي قبل أن تنتهي مباراة الوداد والرجاء البيضاويين، ثم هشام الزروالي، لاعب الجيش الملكي الذي توفي في حادثة سير قرب الحديقة الوطنية للحيوانات بتمارة، بعد انزلاق سيارته في أحد المنعرجات وارتطامها بإحدى الأشجار، وزكريا الزروالي، لاعب فريق الرجاء البيضاوي، الذي تضاربت الأنباء حول السبب الحقيقي لوفاته. وكان أقدار احتفل يوم 9 شتنبر الماضي بعيد ميلاده ال28، حيث رأى النور بمدينة خريبكة، التي لعب كرة القدم في دروبها، قبل أن يلتحق بالفئات الصغرى للأولمبيك المحلي، الذي حقق معه لقب البطولة موسم 2006-2007، وكأس العرش (2006)، مما جعل الأنظار تسلط عليه، حيث احترف بالدوري السعودي مع فريق أهلي جدة، لكن سرعان ما عاد إلى حمل قميص فريق الجيش الملكي، الذي فاز معه بلقبي البطولة والكأس (2007-2008)، قبل أن يلعب في الموسم الذي تلاه لفريق المغرب التطواني، ثم لأهلي طرابلس الليبي على سبيل الإعارة، ومنه إلى فريق الرائد (السعودية)، غير أن الإصابة فرضت عليه الابتعاد عن الملاعب مؤقتا. في فترة الانتقالات الشتوية العام الماضي عاد الراحل ليتعاقد من جديد مع فريقه السابق الجيش الملكي، قبل أن يشد الرحال هذا الموسم صوب حسنية أكادير، حيث شاء القدر أن يكون آخر فريق يدافع عن ألوانه. الراحل أقدار دافع أيضا عن قميص المنتخب الوطني الأول، حيث شارك في مباراتين حين كان بادو الزاكي يقود المنخب، بل كان وراء تسجيل الهدف أمام غينيا الاستوائية، وهو الهدف الذي كان حاسما في ضمان تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم عام 2004، وكان وقتها أضغر لاعب في المنتخب.