اسمه الشخصي حبيب و اسمه العائلي غريب، يطمح إلى تمثيل التجار رغم أنه متخصص في القمار. تراه يجري بصعوبة وراء صديقه الطويل الذي ينتسب إلى الميناء الجوي، و كأنهما الثنائي الكارطوني “حبيب و لبيب". يدّعي “حبيب" المهنية و هي بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف. يسعى إلى صناعة مجد تمثيلي زائف عبر تجمّع مهني يركبه لتصفية حساباته مع أبيه و مع بني جلدته من منافسيه. رفض أبوه ترسيمَه في “الوظيف" فطار له “فرخُه" فالتجأ إلى مقارعة السكارى للتّرفيه عن نفسه البئيسة، فتراه و قد تدلّى منه البطن و هو يغالب سرواله حتى لا يسقط في انتظار حقّه من التركة التي تأتي أو لا تأتي. إنه مِن مُريدي الفساد الجديد، قمّار ثم خمّار، و قِيل إنّه من الفُجّار، فاحذروه أيها التجار. يتخذ الفسادُ بالمدينة أشكالاً غريبة، فحتى الصغار الفاشلين من أمثال صاحبنا الذين يمارسون “نشاطات" هامشية غير مُهيْكَلَة صاروا يطمعون في ولوج الكراسي التمثيلية من خلال جمعيات يُقالُ عنها مهنيّة، فتفرّغوا، بحُكم الفراغ الذي يعانون منه، لممارسة العادة السرية الجمعوِيّة. “حبيب و لبيب" شخصيّتان مقموعتان، الأول طُرِد شرَّ طردة من نقابة المهنيين ليس لطول قامته بل لسلاطة و طول لسانه، أما الثاني فممنوعٌ من رضى الوالدين ليس لقزميّته و لكن لقِصر نظره. التقيتُم في هذا الفصل مع “المحترم" حبيب، و سيُشرّفُنا “الأستاذ لبيب" في الحلقة القادمة من مسرح الفساد.