تبكي الحنيفية البيضاء من اسف كما بكى لفراق الالف هيمان --- وهذه الدار لاتبقي على احد ولايدوم على حال لها حال. إنهم لا زالوا متشبتين بمناصبهم رغم الهزيمة التي تعرضوا لها في آخر استحقاق ، ويناورون من أجل تلميع صورتهم المشوهة سياسيا،بإلحاحهم على خوض معركة من خلال اصطفافهم بالمعارضة،فكما كان في سابق عهد ،وكنا نرى الأخ ولعلو تتطاير شظاياه،وأحيانا يتشنج فكه من جراء الصراخ لإظهار ملكته اللغوية والعبارات الجياشة لكسب ثقة المواطن،على أنه عنصر تواق إلى الديمقراطية،وأنه عازم على تغيير الأوضاع ،لكن الرياح جرت بما لاتشتهيه السفن ،فكانت الطامة الكبرى أن نام نوم أهل الكهف ،واليوم نجده متشبتا بوجوده في المعارضة ،لإصلاح المسار الديمقراطي ، وترتيب البيت الاشتراكي، ولما لم تقم بذلك أثناء وجودك في الحكومة؟ ألم تكن الفرصة سانحة لذلك؟ شأنه أن رشيد الطالبي الذي بدوره أبدى انتقادات للتصريح الحكومي ،ونقول لهم إن بنكيران عازم على اجتثات الفساد من جذوره وأن لا عودة للماضي وأننا سائرون إلى الأمام ،وقد حقق مالن تستطيعوا فعله،ونقول للمعارضة حاليا لم تستطيعوا التنديد حتى بقضية (النجاة الاماراتية) التي ذهب ضحيتها ثلاثون الف مواطن ، الا تعتبر قضية القرن في تاريخ المغرب ، لانها كانت مؤامرة علانية، واليوم تنددون بالبرنامج الحكومي، الا تستحيوا من أنفسكم ؟تريدون أن يبقى الفساد مستشريا في البلاد ،ضاربين بعرض الحائط مطالب الشعب ، أليس الشعب من أبناء جلدتكم ؟ أليسوا إخوانكم واخواتكم؟ اليسوا ابناءكم واباءكم؟ من أين أتيتم ؟ تحسبون الشعب مرتزقة ؟ اغتنيتم من جيوب الشعب وعتيتم في الارض فسادا، استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، الى اين انتم ذاهبون؟تتبجحون بثرواتكم وتنكرون على الشعب ما نهبتم في البر والبحر،وتقضون أوقاتكم في إحياء الليالي الحمراء، وخير دليل على ذلك ظهور مجموعة من البرلمانين سكارى منهم من ولج قبة البرلمان ثملا ومنهم من ظهر اثناء الحملات الانتخابية ، هل بهذا السلوك الدنيء تمثلون شعبا ابيا مسلما ؟ هل بسلوككم هذا ستقومون باقرار العدالة الاجتماعية وارجاع الحقوق الى ذويها ؟هل بسلوككم هذا سينتظر منكم الشعب المغربي اقرار العدل الذي هو اساس الملك؟ لقد ابنتم عن جبنكم بشكل عام وعن فشلكم الذريع ،في رسم هوية المغرب في ظل التغييرات التى يفرضها الواقع المعاش، لقد ابنتم عن نيتكم المبيتة تجاه ابناء الشعب المقهور ، بتقاعسكم وغض الطرف ولا أحد يستطيع التجرا على انتقاد الأوضاع الراهنة التي يعرفها المغرب من هشاشة للبنية التحتية واستشراء الفساد الذي ساهمتم في تكاثره،انتم مسؤولون أمام الله والشعب، وانه لم يعد لكم موطن قدم في مغرب الاحرار ،المغرب يزخر بخيراته الفلاحية والبحرية والمعدنية ، هذة القطاعات كافية لامتصاص معدلات البطالة واقرار السلم الاجتماعي ،واليوم (تكالبتم) وبعتم خيرات المغرب امام اعين الناس بابخس الاثمان الى الغرب ونسيتم بان الشعب المغربي سيزداد فقرا بهذا النهج الذي يفرضه الغرب على الدول النامية لجعلها سوقا استهلاكية فقط وان لا مجال لمنحها الفرصة للتقدم والنهضة ،وان تبقى المسيطر الوحيد على العالم الثالث، فالخيرات كلها تاتي هذه الدول،تصنع وتعود باضعاف مضاعفة ،استفيقوا من سباتكم وعدلوا مسار الديمقراطية بالسبل الكفيلة التي تجعل العدالة الاجتماعية الهدف الاسمى ، وان كل مواطن يسعى الى العيش بكرامة كما يسعى الى كسب حلال . ايها المناوئون للديمقراطية وبحبوحة العيش الكريم للمواطن الضعيف ، نقول لكم اننا متمسكون بحب الوطن ووطنيتنا غير وطنيتم وان كنتم كذلك لتجلى ذلك من خلال ممارستكم للشان العام ، ولكن ظهر العكس ومصرون عليه ،عودوا الى بيوتكم والى مشاريعكم التي كسبتم من جيوب المواطنين البؤساء، ومغرب اليوم ليس مغرب الامس .