إن الأحوال التي تسير عليها الأمور في كل الأوطان العربية اليوم,تنبني أساسا على تغييب الطبقة الوسطى من المجتمع وتكريس عملية إفقار الفقير وإغناء الغني كما كان عليه الحال قديما بين السادة والعبيد, فالصرخات المدوية اليوم هنا وهناك أمام المقرات الحكومية ومؤسسات الدولة ماهي إلا تعبير وصرخات المعذبين بالفقر والقهر لا يشاركهم فيها من ألف الرفاهية وعاش في أحضان الكماليات على أنقاض هؤلاء المضطهدين اجتماعيا الذين لم يعودوا يكترتون للموت أمام العيش في الذل والهوان كما قال الشاعر: أنا الأرض التي تعطي كما تعطي فان أطعمتها زهرا ستزدهر وان أطعمتها نارا سيأكل ثوبك الشرر هراء ذلك أن الحرف قبل الموت ينتصر وعند الموت ينتصر وبعد الموت ينتصر وبعد الموت ينتصر وان السيف مهما طال سينكسر فلي قلب واحد عاث به العقر دمارا وانا احيا احتضارا واسدلت الستارا أنا لا املك قلبا مستعارا ضاق صدري وطال في طلب الرزق قيامي وقل عنه قعودي عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود كفرت بالأقلام والدفاتر كفرت بالفصحى التي تحبل وهي عاقر كفرت بالشعر الذي لا يوقف الظلم ولا يحرك الضمائر.