بأنفاس مشدودة وترقب قوي، وبعد مضي أزيد من أسبوع، لا تزال عملية البحث جارية بخنيفرة عن جثة الطفل زكريا جلوق (14 سنة) الذي جرفته مياه نهر أم الربيع، قبل منتصف النهار من يوم الأحد 22 ماي 2011، بعد دقائق معدودة من نزوله، رفقة أحد زملائه، للوادي قصد العوم فغرق الاثنان، وبينما تم إنقاذ زميله (أ.وليد) كان تيار المياه قد طوى جسد الطفل زكريا وجرفه نحو المجهول! ومباشرة بعد الحادث، تم إخطار السلطات المحلية والوقاية المدنية، التي لم تتمكن من العثور على جثة الهالك ، رغم الكثير من المحاولات والمجهودات التي قام بها أفرادها في كل الاتجاهات، والمؤكد أنه تمت الاستعانة بفرق مختصة في الإنقاذ من خارج الإقليم، ما يستدعي مجددا إعادة النظر في الإمكانات والتجهيزات المتوفرة لدى مصالح الوقاية المدنية بخنيفرة! وللإشارة فإن جثة طفل آخر (حسن جعفر) لاتزال مفقودة منذ نهاية شهر نونبر من العام الماضي، وكانت بالوعة للصرف الصحي قد ابتلعت هذا الطفل ولا أحد تمكن من معرفة مصيره! وأفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» بأن الطفل زكريا جلوق ورفاقه كانوا قد توجهوا، صباح يوم الفاجعة، إلى محل أستاذ يلقنهم بعض دروس الدعم ،كالعادة، إلا أن هذا الأخير اعتذر عن استقبالهم بسبب تلقيه مكالمة هاتفية تخبره بوفاة أحد معارفه، ما اعتبره الهالك ورفاقه، فرصة مناسبة للتوجه نحو النهر، ولم يكن يعلم أنه سيضع في مياه هذا النهر نقطة النهاية لربيع عمره القصير! وقد خلف رحيل زكريا جلوق، الدرامي ألما واسعا بين أوساط الرأي العام المحلي، وكذلك الوطني لحظة تعميم الخبر على الموقع الاجتماعي «الفايس بوك»، حيث كان من بين الشباب المسجلين بهذا الموقع، كما كان من عشاق رياضة «الكاراطي» أو ما يسمى ب «الفنون القتالية». الهالك، زكريا جلوقي، كان يدرس قيد حياته بثانوية محمد الخامس بخنيفرة في مستوى الثالثة إعدادي (التاسعة أساسي)، وهو الذكر الوحيد بين شقيقتين لأم (م. خديجة) تزاول مهنة التعليم بإحدى مدارس المدينة، وأب (ج. هرو) يعمل تقنيا بالمديرية الإقليمية للفلاحة. تعازينا الحارة ومواساتنا القلبية لهما ولجميع أفراد أسرة الفقيد وأصدقائه ومعارفه، وأمل الجميع في العثور سريعا على جثته.