تقرير مشترك بين الزميلن عبد العزيز أحنو وخليد بوخلاد – خنيفرة أونلاين في دورته الثانية وتحت شعار "التمازج الثقافي المحلي في خدمة التنمية المستديمة"، انطلق مهرجان كاف النسور، الذي كان يومه الافتتاحي الجمعة 14 يوليوز 2017، حيث عاشت الساكنة المحلية على وقع أهازيج ونغمات موسيقية مختلفة، وعلى مشاهد فرق السربات القادمة من جميع المناطق من أجل الاحتفال بهذا العرس الثقافي، حيث تم مزج فن أحيدوس لفرق متعددة من جميع مناطق إقليمخنيفرة، وفرق فنية لفن عبيدات الرمى، وكذا الموسيقى المحلية. المهرجان عرف أيضا تنظيم ندوة فكرية وثقافية غنية بعنوان "التمازج الثقافي المحلي في خدمة التنمية المستديمة" نشطها الأساتذة المتدخلون، على الساعة السادسة بدار النسر ، حيث أثار الأستاذ الباحث الحسين أزارو نقطا مهمة، تؤكد أن أساس التنمية رهين بتطوير العنصر البشري وتنميته، وأن ركيزتها وقاعدتها يجب أن يتبناها سياسيون حكماء لا يعتبرون أنفسهم أجراء، وأن تكون لديهم قناعات أنهم انتخبوا ليساهموا فكريا وثقافيا وتنمويا للنهوض بالبلدة والسير بها إلى الأمام، ولم يأتوا إلى الكراسي ليغتنوا ويكتنزوا الثروات ويتجبروا سلطويا، وأن يتسموا بشخصيات غير متعصبة أو منغلقة، متفاعلين إيجابا مع جميع الآراء والأفكار. وختم مداخلته بحكمة جميلة جدا قال فيها أن عكس المتحضر ليس هو الهمجي أو المتخلف، بل المنغلق الذي لا يؤمن بالحوار ولا يقبل الاختلاف. هذا وقد تم التعبير عن التمازج الثقافي عبر مزج الفن الأصيل بالمعاصر، وكذا النهوض بالموروث الثقافي بمنطقة سيدي لمين التي تجمع ترابيا قبائل زايان لكل من سيدي بوعباد وأيت بوحدو وأيت عمو عيسى وأيت لحسن وإيزوماكن، وبحكم القرب المجالي لمنطقة بني بتاو و بني زرنتل تم استدعاء فرق فولكلورية محلية كفرقة اعبيدات الرمى المشهورة وفرقة أوركيسترا زكريا، وكذا فرقة كل من خاليد الناصري وسعيد أمان المعروف ب "مكيز" مرفوقا بالفنانة سميرة وضابط الإيقاع يعقوب الخليل. تمازج ثقافي قد يكون فعلا في خدمة التنمية المستديمة، كتغيير من حسن إلى أحسن، وتثمين للموارد الطبيعية المحلية عبر التدبير الحر للجماعات الترابية، وكذا استثمار أحسن للمنتوجات المحلية من صناعات تقليدية وموارد باطنية لمادة الرخام والمنتوجات الحيوانية. منصات أقيمت بجنبات الطريق لاستعراض أنواع مادة الرخام الفريد بالمجال، وكذا منتوجات الخياطة والصناعة التقليدية من خياطة وزرابي، وما بلغته المنطقة من تطور في إظهار وتسويق المنتوجات المحلية، خاصة اللحوم الحمراء. مهرجان كاف النسور شهد أيضا انتعاشا في تسويق المواد المحلية والمنتوجات المتنوعة بحكم توافد العديد من الزوار في اليوم الأول، الذي منح فرصة للعديد من المواهب من أجل إظهار إبداعاتهم الفنية، وهو كذلك متنفس للساكنة المحلية للترويح عن النفس عبر متابعة سربات فن التبوريدة والفنتازيا. فرغم الحرارة المفرطة التي تشهدها أيام الدورة الثانية للمهرجان بكاف النسور، إلا أنها عرفت حضورا مكثفا للساكنة المحلية التي لم تتوان في الحضور لتعيش أجواء احتفالية متميزة.