نظمت جمعية "الوفاء للتنمية والبيئة" بكروشن إقليمخنيفرة، أمس السبت 06 ماي 2017 بمركز الفتح للتربية والتكوين بكروشن، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط "مهرجان المسرح الأمازيغي في دورته الرابعة لموسم 2016". ويأتي هذا المهرجان في صلب اهتمامات الجمعية التي تسعى جاهدة إلى تحقيق أهدافها الرامية إلى النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين وإحياء الذاكرة الأمازيغية لما تحمله من خصوصيات ثقافية في عمقها التاريخي. وقد عرف هذا المهرجان برنامجا متنوعا يهدف أساسا من خلال ورشتين إلى تعليم حروف الأمازيغية "تيفيناغ" لفائدة نساء وأطفال مركز كروشن، وذلك باستحضار أدبياتها وكيفية كتابة رموزها الخطية وطريقة النطق بها، كما نظمت محاضرة حول "المسار التاريخي للمسرح الأمازيغي"، تطرق من خلالها المحاضر إلى إبراز المراحل التاريخية التي مر منها المسرح الأمازيغي الذي تأثر بداية بالمسرح اليوناني والروماني في الفترة اللاتينية، ما مهد الطريق أمام الأمازيغ في مختلف بلدان شمال إفريقيا إلى بناء العديد من المسارح الفنية. ثم مرحلة الركود النسبي التي عرفها المسرح الأمازيغي إبان الفتوحات الإسلامية لشمال أفريقيا بسبب الفهم الخاطئ للإسلام من ناحية وبانشغال الأمازيغ بالحروب والمعارك من جهة ثانية، ما ساهم في اندثار مجموعة من المسارح والمتاحف. وتلتها مرحلة الأشكال الفرجوية والفنية ومختلف الطقوس والاحتفالات الشعبية إبان فترة الاستعمار، حيث انتهت هذه المرحلة بتدشين فترة التأسيس والنشأة التي تلتها مرحلة التجريب والتأصيل في التسعينيات من القرن الماضي. وفي ذات السياق عبر المشاركون في هذا المهرجان عن تعطشهم لمثل هذه الأنشطة الثقافية التي تعمل على إحياء اللغة والثقافة الأمازيغتين، ومد جسورهما التاريخية بين الماضي والحاضر والمستقبل، باعتبار اللغة الأمازيغية مكسبا هاما نص عليه دستور 2011 الذي جعلها أيضا لغة رسمية للبلاد، باعتبارها رصيدا مشتركا لكل المغاربة، بدون استثناء. رشيد بوشوم