رثاء شقيقي الوحيد حسين لم يتح القدر لنا اللقاء سوى مرة واحدة خلال ربع قرن وفي الثانية حملتك في كفي طفلاً بإيقاع مرتعش ................. انتظرتك طويلاً على أبواب الحزن كي يذرف وقتي لون الفرح أرتدي دفاتر القيامة وأضم الغيوم في جيبي وتسألني الخظى هل صَدَقْتُ ؟ كنت كما أذكر موتكَ محمولاً فوق أحزمة الملح وخلفك ثمر التعب بينك وبين فيض الغياب صوت أمّكَ المشروخ ينتشل من تراب المخيم صور الرحيل قد كنّا هناك أنت وأنا في الدروب المجدولة خلفنا صراخ الشقيقات وبنات العم ونوافذ تصيح من عسف الريح نرسم صناديق خشبية في الطريق إلى بساتين الطفولة تسألنا سوسنة الدروب أين أنتم ؟ أين وصلتم ؟ كنّا نبحث في جناح الصقيع عن عصافير لا ترحل كنت أنتظر خلف وجه الماء أن يخمد الغياب في حكايات النوارس لنتوهج سوياً في وجه البحر المكتوب كنت أنتظرك قبل ميعاد الخواء كي أرسم لك من صوت ليلي زنبقة الصباح بعد ثلاثين وجعاً أتيت بحزني المستتر أبحث عنكَ في بيادر الشجر المنحسر الممتد من أطرافي حتى خيط الكحل ودموع عينيكَ الدانيات أطلقت في صوتكَ الغائب أجنحتي لعلّكَ تكون زهرة تحلّق مع فراشات قلبي لم أجدكَ جنب العشب القريب سلخت أدغال الضوء وامتطيت جناح الجفاف كأني أمضغ عتمتي سألت عنكَ شجرة الضوء صرخت عليكَ بصوت مكلوم بأي الأسماء أناديكَ في أذن هذا الرحيل المنثور مثل القفار بلا كلأ بحثت عنكَ في المقابر النائية وبكيت بكاء اليتيم كثيراً بكيت تخشبت الصور خلف أبوابي والأرض أغلقت الغيم لكنّي ورغم تلّة الحزن سأظل لكَ وعداً على النافذة حتى تعود وأبقى أنتظركَ كل يوم أعبر قبور الغرباء حافياً أرسم وجهكَ على أجنحة الطيور المهاجرة وكفّي مُغلقة على أحلامكَ