لقد سكرتُ جئت على خمرٍ غببتُ الراح غبَّاً ليس من لهوٍ وأُنسٍ ولا من ضلال وكفر كنت بالوعد لجدّي ألاّ أقرب الخمرة خنت العهد وسكرت لا تجزع يا جدي قالوا لي يجوز إساغة اللقمة بالخمر فالحزن يبيح الحظر قد قرأت في الألواح المخمورة أن الأقصى حزين والشام تبكي كيف ابتكر أوديسيوس الحصان الخشبي ؟ ماجواز شرب الخمرة لإزالة الحزن مالم يوجد مايقوم مقامها حسناً ارمني بما شئت وسُبَّني المعذرة يا جدي لقد سكرت دعني أهجو الحكام العرب أعلم أعلم أن ذمَ الناس حرام لكن شتم الحكام شعيرة حلالاً مباحاً بلادنا يزيّنها الموت يا أبي يجهش الماء فيها الرحمة فخّار ينكمش والصباح قسمات تحترق أنا أعترض إذن أنا مخمور سكران أنا الآن هذه خمرة رديئة صبرك يا أبي أنا لا أسكر إلا خلف ستار الأسى أين أنت الآن يا أحمد قلت لي أن بغداد وعدن بلا ملامح لا تغضب أبي إن شئت أقم الحدّ اجلدني قدر عزمك ثمانين أو حتى يبلغ السوط أجله لكن أبي عليك أن تجلد الحاكم أيضاً هو سبب غمّي وسُكري ماذا ؟ نعم نعم أبي أعلم أنك لاتستطيع لماذا لا تسكر إذن يا أبي أيها الحاكم اللعين أرأيت .. قد سببت الآن مشكلة لي مع جدي وأبي كيف أبي لا تسكر وهذا الحزن جاثم كشواهد القبور في قعر التراب والعتمة تبرعم ضوءاً قاتلاً يهوي فوق أعناق الناس لا نبوءة يا أبي في ألواح الموت ويحٌ للحكام قد فرغت الخمرة المعذرة يا جدي لذة الخمرة أودت برشدي ألم تسكر بعد يا أبي ولديك ألف حاكم ألف حزن وألف هيكل واثنان وعشرون مخاضاً يشهقون حمماً معذرة أبي إني أبحث عن الراح لا لن أقع لكن رائحة قلبي تتمدد تحصدني كزهرة التعب لا تضرخ سأظل أسكر يا أبي حتى يقضي البوق عنقاً نصبت على قارعة الغبار