بني المستشفى الإقليمي بخنيفرة سنة 1937 حيث تأثر الدكتور سار من لاليجيون الفرنسي بما وقع في موقعة تازيزاوت، لما كان طبيبا عسكريا، وقد ندم على إخضاع القبائل الأمازيغية بأيت عطا بعدما تم ذبح وقتل وتنكيل الآلاف من الأمازيغ على يد فيلق تادلة وفيلق مكناس، وكذا القبائل الزيانية التي شاركت في معركة تازيزاوت بأوامر صارمة بالمشاركة من طرف القايد أمهروق ابن القايد موحى أوحمو أزايي. هذا الطبيب وبعدما عاد من المعركة ندم على مشاركته في حرب يقول أنه لم تستفد فرنسا شيئا منها ومن إخضاع هؤلاء للسلطة المركزية، وأنه ساهم في ارتكاب جريمة شنعاء في حق قبائل كانت ترغب فقط في العيش وسط طبيعتها الخلابة وعاداتها وتقاليدها التي توارثتها عن أجدادها. هذا الدكتور وكتكفير عن مشاركته بمعركة تازيزاوت سنة 1932 قرر بناء مستشفى بخنيفرة هو المستشفى الإقليمي الحالي والذي كان يقدم فيه خدمات طبية مجانية لقبائل زيان وخدمات جليلة ، إلى أن رحلت فرنسا. بقي المستشفى الإقليمي بعد الإستقلال الشكلي وتوارثت وزارات على الشأن الطبي بالمغرب، وهو المشفى الوحيد الذي كان يحضر إليه العديد من سكان الجبال وآزاغار والقبائل التي تندرج تحت النفوذ الترابي لخنيفرة. هذا المستشفى الذي قدم خدمات وفي نفس الوقت كان تسييره لا يرقى إلى المستوى المطلوب فيما يخص الخدمات الطبية للمواطنين، نظرا للنقص الحاد في الأطر الطبية وكذا الآلات الطبية، غير أنه كانت هناك أطر طبية تم تكوينها على يد أطباء فرنسيس تمكنوا من خدمة المواطن بالموجود، وكانت هذه الأطر التي توالت على خدمة الساكنة الزيانية لازالت تشهد لها جموع المواطنين بتقديم المساعدات الكاملة للبسطاء منذ عهد الاستقلال، ورغم تقاعدها إلا أن خدماتها لازالت موشومة بهذا المشفى. وبعد عقود من الزمن، تمت المطالبة بخدمات طبية في المستوى مما جعل الدولة تفكر في بناء المركز الاستشفائي الجديد، وبالأمس تم ترحيل مصلحة المستعجلات والتوليد والترويض وقسم العمليات في انتظار ترحيل العديد من المصالح الأخرى، وقد تبقى هذه البناية الاستشفائية التي بناها الدكتور سار معلمة تاريخية تشهد على حقبة من الزمن كانت في خدمة قبائل زيان. المركز الاستشفائي الجديد يتوفر على العديد من الاختصاصات والعديد من المصالح الجديدة كمصلحة الطب النفسي والعصبي ومصلحة جراحة الرأس والأعصاب بفضل غيرة عالية تمت مطالبة الوزارة بالمزيد من التخصصات، وقد تأتى ذلك بفضل المندوبية الإقليمية الحالية التي طالبت أيضا بتوفير مدرسة للممرضين، بل وتحديثها من أجل توفير المزيد من الأطر المساعدة والتي قد تشهد النور مستقبلا دون العودة إلى تدريب الممرضين خارج خنيفرة، مما يكلف المزيد من التكاليف على الأسر الضعيفة التي ترسل أبناءها للتدريب على مهنة التمريض خارج الإقليم. مركز يرجع الفضل في التسريع ببنائه والتعجيل في تقديم استخدامه للمندوب الحالي محمد البرجاوي، وللعديد من الأطر الطبية التي سارت على نهج الدكتور سار الفرنسي الأصل، نتمنى أن بتم توفير المزيد من الآلات الضرورية وأن تتظافر الجهود من أجل تأثيث البيت الطبي بخنيفرة حتى يتسنى للبسطاء الحد من معاناتهم وأنينهم.