يتم تداول كلمة " فتنة" بشكل كثير في الأيام القليلة الماضية، وكلما اشتدت الحركية النضالية المجتمعية. فما الفتنة سياسيا ؟ ولماذا تداولها من طرف فقهاء الظلام؟ ولماذا يقولون في رواية هي روايتهم "الفتنة نائمة نعل الله من أيقظها ! الفتنة سياسيا هي استغلال الأقلية الأوليكارشية للأغلبية الساحقة من الشعب وبالتالي وجب ترك هذه الفتنة نائمة لكي يستمر الاستغلال. فهم يعلمون أن الفتنة قائمة، يعني أن الاستغلال قائم، ولا يجب إيقاظه أي عدم فضحه والتنديد به وتعريته ومن قام بذلك نعله الله ! وفي رواية أخرى يقولون "الفتنة أشد من القتل " وهم يقصدون الفتنة غير النائمة يعني التي تم إيقاظها أي فضحها وتعريتها و إظهارها للعيان. وقد ربطوا بين الفتنة والقتل لأن بينهما ترابطا جدليا، فكيف ذلك؟ إيقاظ الفتنة يعني فيما يعنيه فضح الاستغلال من طرف المستغلين -بفتح الغين- وبالتالي فالمستغل -بكسر الغين- سيكون مضطرا للقتل للدفاع عن مصالحه الطبقية. وهو ما أجاب عنه كارل ماركس رضوان المقهورين عليه، بضرورة إنجاح ديكتاتورية الأغلبية البروليتارية لقهر ديكتاتورية الأقلية البورجوازية. لأن حتى المستغلين -بكسر الغين- يعترفون أنهم لن يسكتوا إذا أيقظت الفتنة أي إذا افتضح أمر قهرهم واضطهادهم للجماهير الكادحة . ولنا في قوافل الشهداء الذين تم طحنهم إجابة عن ما يقصدون بالفتنة أشد من القتل ! خلاصة القول الصراع الطبقي قائم، وكل طرف سيدافع عن موقعه الطبقي، والتاريخ هو الحكم . والتاريخ يقول: "إن الشعوب إذا استيقظت، فحكم الطغاة قريب المدى". عزيز عقاوي خنيفرة 1 نونبر 2016