منذ الشروع في عملية مغادرة المستشفى الإقليمي بخنيفرة والانتقال التدريجي للمركز الاستشفائي الإقليمي الجديد، أخذت عدة مكونات مهتمة بالأطفال في وضعية صعبة، تعبر بقوة عن تطلعها إلى ما ستقوم به الجهات المسؤولة والسلطات الإقليمية من خطوات إزاء موضوع الأطفال المتخلى عنهم، هؤلاء الذين لا يتوفرون إلا على جناح شبه مؤقت وغير مناسب، كان قد تم وضعه منذ سنوات، بزاوية من قسم طب الأطفال بالمستشفى الإقليمي الحالي، تحت إشراف جمعية الرحمة التي راكمت تجربة مهمة وملموسة في تدبير حالاتهم، بالتنسيق مع إدارة المستشفى والجهات المانحة والمحسنين. ويأتي اهتمام المتتبعين لهذا الملف، حسب معطيات «الاتحاد الاشتراكي»، أمام افتقار المركز الاستشفائي الجديد لأي جناح خاص يالأطفال المتخلى عنهم، ولا أحد يعلم بالمصير الذي سيؤول إليه المتواجدون حاليا من هؤلاء الأطفال بالجناح الحالي، ولا بما سينضاف منهم، بين الفينة والأخرى، في إطار المساعدات الاجتماعية الممنوحة لهذه الفئة الضحية البريئة وحاجتها لفضاءات تحترم المعايير والشروط المطلوبة، ولما ينبغي من الرعاية اللازمة من باب تعويضها عن الحرمان من الأبوين الذين تخلوا عنهم إما لأسباب اقتصادية واجتماعية أو لولادتهم من علاقات غير شرعية أو لرغبة البعض في التخلص من المصابين منهم بعاهات مستديمة. وبينما تقترح بعض الجهات المسؤولة تخصيص فضاء خاص بهذه الفئة من الأطفال خارج المركز الاستشفائي، ومطالبة البعض باستغلال المقر السابق لمرضى القصور الكلوي (قرب دار الفتاة)، لم يفت بعض الملاحظين التشديد في تصريحاتهم ل «الاتحاد الاشتراكي»، على أهمية تدخل الجهات المسؤولة والسلطات الإقليمية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لأجل العمل على إحداث بناية خاصة بهؤلاء الأطفال داخل المركز الاستشفائي الجديد، لتقريبهم من الرعاية الطبية، مع الإلحاح على ضرورة تدخل وزارة الصحة لإدماجهم في التعليم الأولي والتكويني ليصبحوا مستقلين بذواتهم وبوسعهم الاعتماد على أنفسهم ومساعدتهم على الاندماج السلس في المجتمع، سيما منهم الذين لم يتقدم أحد لتبنيهم.