بادئ ذي البدء تحية إجلال وإكبار إلى كل الغيورين على وطننا الحبيب، وعلى قريتنا المنسية أجلموس خصوصا، فلكم مني انحناء شرف وتقدير. حدثين هامين ميزا نهاية الأسبوع الحالي بأجلموس تجمعهما وحدة الموضوع، المتمثل في ضمان العيش الكريم للمواطن كحق كوني بالإجماع، وقفت أمس 04 فبراير 2016 والتي تبنتها تنسيقية الأساتذة المتدربين المنحدرين من قرية أجلموس بمساندة ساكنتها، شعارها العريض " إسقاط المرسومين" موضوع الجدل الوطني، علاوة على مطالب أخرى تصب في نفس الموضوع من قبيل " صحة، تعليم، شغل"... في حين وقفت مسيرة اليوم 05 فبراير 2016 تبنتها تنسيقية بعض الجمعيات المحلية وقادها فرع جمعية حقوق الإنسان بأجلموس رفعت خلالها ثلاثة مطالب " تهميش مركز أجلموس؛ تدني الخدمات الإجتماعية؛ تغييب المجتمع المدني" وتم تدعيمها بشعارات مشروعة وهادفة. فماذا تحقق لساكنة أجلموس مابين تطلعات 2011 وإنجازات 2015؟ حقا عرفت منطقة أجلموس إنتفاضا وحراكا شعبيا بلغ صداه مسؤولين كبار في الدولة، عرف اعتقال بعض الشباب الغيورين على الوطن الذين طالبوا آنذاك بمطالب مشروعة لا تخرج في مجملها عن حق المواطن البسيط في عيش كريم كجزء لا يتجزأ من الأمة المغربية التي يقودها أمير المؤمنين وحامي حمى الوطن والدين. نعم مرت سنين بين الأمس واليوم نسي أو بالأحرى تناسى فيها سكان أجلموس ما تعرضوا له من قمع همجي من المخزن لا لشيء سوى لكونهم رفضوا القهر والإستبداد الذي عاشه آبائنا وأجدادنا سواءا مع المستعمر الغاشم أو مع الحكومات التي تعاقبت على تولي أمورهم، لقد إعتقدنا حينها أن الوضع تغير وأن المطالبة بالحق لم يعد مجرما ليس في النصوص القانونية الوطنية بل في عقلية مسؤولينا. عموما تحملنا الإهانة وتصالحنا مع الماضي وسامحنا الطغاة لعلنا ننعم بمستقبل زاهر يندثر معه الفساد والمفسدين ونستفيد من نصيبنا من ثروات وطننا، لكن هيهات هيهات ها نحن ننتفض من جديد رافعين نفس المطالب المشروعية، فهل من ضمائر حية تستجيب لمطالبنا؟ هل من قلوب رحماء تخفق لمعاناتنا؟ إن إحتجاجات الأمس واليوم لهي تعبير صريح من ساكنة المنطقة على إختلاف أطيافها ومشاربها لسياسة الإقصاء الممنهج وغض النظر من قبل من منحناهم أصواتنا ولم نتخلى عنهم في الشدة، من عقدنا عليهم عزمنا في الظفر بحياة كريمة. نحن لم ننسى ما تعرضنا ونتعرض له من قهر فيما سموه بالمغرب العميق، حقا عميق بتراثه ونضالاته المشهود ببسالة سكانها، عميق في تفكير أبنائها، عميق بخيراته وغابات أرزه التي تستغل أغصانها في" هرمكتنا" كلما طالبنا بنصيبنا من ثروتنا! مغربنا العميق بؤرة بركان خامد يعيش بداخله مواطنون يكتوون بنيران الفقر والتهميش والإهانة والإنتقاص من كفاءة أبناءه الأحرار الرافدين للذل والمهانة، فالتاريخ لا ينسى، سجل تصرفاتك كما قال محمود درويش، نحن لا نكره الإنسان ولكن إذا جعنا قد نأكل لحم صاحبنا!