تتواصل موجة الاحتجاجات الشعبية بأجلموس بإقليم خنيفرة، حيث نزل المئات من سكان الجماعة والضواحي إلى الشارع، أمس الخميس، في مسيرة حاشدة شبيهة بالاحتجاجات اليومية التي تشهدها المنطقة منذ أزيد من أسبوع، احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية المتردية بالجماعة. ويقضي العديد من المحتجين ليلتهم داخل مستوصف لمطالبة الجهات المسؤولة بالاستجابة لمطالبهم الاجتماعية وحقهم في الصحة والتعليم والترفيه والعيش الكريم. وأكد بعض أبناء المنطقة ل»المساء» أنهم تفاجؤوا بإنزال أمني مكثف بالمنطقة، أول أمس الأربعاء، موازاة مع احتجاجاتهم التي قالوا إنها «سلمية»، عوض أن يكون هناك إنزال مسؤولين محليين وجهويين إلى الشارع أيضا بهدف التحاور مع السكان «الثائرين» والتهدئة من روعهم، والالتزام بالاستجابة لمطالبهم، التي لا تتعدى سقف ما هو اجتماعي ويضمن لهم العيش الكريم ورفع التهميش عن المنطقة، خاصة أن بعض المناطق بأجلموس، يقول سعيد (أحد أبناء المنطقة): «شبه معزولة عن العالم، ومن بين السكان من يجهل الكثير من الأمور التي تبدو بديهية لآخرين يعيشون بمناطق أخرى من المغرب». وخاض سكان أجلموس، الثلاثاء الماضي، إضرابا عاما بالمنطقة، حيث أغلق المحتجون جميع الطرقات، فيما أغلقت جميع المحلات التجارية والمقاهي وغيرها احتجاجا على الواقع «المؤسف»، الذي يوجد عليه أغلب السكان، والذي أصبح «لا يحتمل»، في ظل الشعارات التي يرفعها المسؤولون، حسب المصادر نفسها، والتي تنادي بالديمقراطية والمساواة، مؤكدين أنه لحد الآن «ليست هناك أي بوادر لهذه الديمقراطية والمساواة بالنسبة إلى منطقة أجلموس وساكنتها التي تتعدى 50 ألف نسمة» في ظل شبه غياب للتطبيب، حيث يوجد مستوصف وحيد يسجل به اكتظاظ كبير والذي يتوفر على طبيب واحد «يستحيل» عليه أن يوفر العلاج لسكان أجلموس، تضيف المصادر نفسها. كما يطالب السكان بزيارة ملكية إلى المنطقة التي تشهد وضع «إهمال واضح»، حسب المصادر ذاتها، بالإضافة إلى مشاكل البنية التحتية وهشاشتها والإنارة العمومية شبه المنعدمة وغياب ملعب رئيسي وغياب المساحات الخضراء و هشاشة قنوات الصرف الصحي، خصوصا أن المنطقة مهددة بالفيضانات. كما ندد السكان بما قالوا عنه «الاعتراض عن مجموعة من المشاريع التي كانت مبرمجة بالمنطقة وصرفها إلى مناطق أخرى لأغراض انتخابية». تقول المصادر ذاتها. وأضاف المحتجون أن لا سبيل إلى فك الاعتصام ووقف الاحتجاجات والمسيرات اليومية ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية، حتى يتم رفع ما وصفوه ب»التهميش» و»الحكرة» عن أجلموس على مختلف الأصعدة، اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وبيئيا وصحيا. ويذكر أن السكان نظموا عدة وقفات احتجاجية أمام مقر الجماعة القروية قبل تتويجها بمسيرات حاشدة للمطالبة برفع «اللامبالاة والتهميش والإقصاء».