يعيش الشارع العام بأجلموس، إقليمخنيفرة، منذ عدة أيام على إيقاع موجات جديدة من الاحتجاجات الشعبية التي تعكس الغضب المتنامي في صفوف السكان جراء الأوضاع المتردية التي تعاني منها المنطقة على مختلف الأصعدة، اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وبيئيا وصحيا، والتي أصبح ينظر إليها بمثابة عقاب جماعي لا ذنب للسكان فيه سوى أنهم وجدوا أنفسهم في منطقة محكومة بالتهميش و«الحكرة» والإقصاء الاجتماعي والأوضاع الفاسدة التي تجهلها بوصلة التغيير. وقد ارتفعت احتجاجات السكان جراء عدم وفاء الجهات المسؤوله بوعودها فيما يتعلق بإحداث مركز صحي جديد يتماشى ومتطلبات الوضعية والنمو السكاني الذي تعدى أربعين ألف نسمة، علما أن المستوصف الحالي لا يتوفر إلا على طبيب واحد منذ أمد طويل ما يخلق ارتباكا كبيرا في الخدمات الصحية، وبالتالي تأتي احتجاجات السكان لإثارة انتباه المسؤولين لمشكل البنية التحتية لثانوية مولاي رشيد، والخصاص المهول الذي تشكو منه هذه المؤسسة على مستوى الأساتذة، فضلا عن الجانب المتعلق بالوضعية المتردية والمحفرة الذي تعاني منها شوارع وأزقة البلدة، بينما لم يتوقف المحتجون عن إعلاء استنكارهم حيال مشكل النظافة والأزبال المتراكمة عشوائيا، ومشكل الماء الصالح للشرب وهزالة الإنارة العمومية والانقطاع المتكرر للكهرباء، دون قفز المحتجين على التنديد بمظاهر فساد التسيير الجماعي. ولم يكن غريبا أن تبلغ الأحوال بأجلموس درجة خطيرة من الاحتقان والغليان، والتي عرفت عدة وقفات احتجاجية أمام مقر الجماعة القروية، قبل تتويجها بمسيرات حاشدة في سبيل إدانة سياسة اللامبالاة والتهميش والإقصاء التي تنهجها الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها المجلس الجماعي، وفي كل محطة احتجاجية لا تتأخر ساكنة الأحياء عن الانخراط فيها بعفوية وهي متوجة بلافتات حاملة لمطالبها الأساسية والإنسانية، وأخرى منددة بالمواقف اللامسؤولة التي ينهجها المجلس الجماعي، وبأساليب المحسوبية والزبونية والتعاملات الغامضة على مستوى المشاريع، والتي تساهم في تسهيل تفشي مظاهر الرشوة والفساد والفوضى. وصلة بالموضوع، علم من مصادر متطابقة أن سكان أجلموس أعلنوا عن استعدادهم الكامل للانخراط بكثافة في مختلف البرامج النضالية التي تم تسطيرها، ابتداء من الجمعة الماضي 5 يناير 2012 وإلى حين تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، والبداية من تنفيذ اعتصام مفتوح أمام المركز الصحي للبلدة تنديدا بمسلسل التسويف والوعود الكاذبة التي تنهجها المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة فيما يتعلق بمطلب إنشاء مركز صحي جديد، وتعزيزه بالأطر الطبية والتجهيزات الضرورية، إذ كم هي الوعود التي أعطيت للساكنة دونما جدوى، ما عاد بالشارع المحلي إلى تصعيد احتجاجي غير مسبوق، عمل المحتجون على تتويجه باعتصام مفتوح ومبيت مستمر، ذلك بعد استنفاد كل السبل السلمية الممكنة، من مراسلات ومناشدات ووقفات احتجاجية، ولم يفت المحتجين مواصلة اعتصامهم أو نقله إلى مسيرة شعبية على الأقدام نحو عمالة الإقليم أو المندوبية الإقليمية للصحة، في أفق تحويلها باتجاه العاصمة الرباط في حال مواصلة الجهات المسؤولة تعاملها مع الوضع بلغة «الأذان الصماء» أو بمنطق الحلول العرجاء. ويذكر أن بلدة أجلموس شهدت عدة معارك احتجاجية قوية، لن يكون آخرها الأجواء المتوترة التي تمر منها في هذه الأثناء، ولا أحداث ما يعرف ب«النقل الحضري» التي لم تتمكن جميع مساعي الحوار من إطفائها، أو «انتفاضة الضرائب»، أو الغضب الذي عاشته خلال «الانتخابات البرلمانية الأخيرة» وإعلان السكان عن نهاية تاريخ الإقطاع وزمن العابثين بتطلعاتهم وعواطفهم.