كانت بلدة أيت إسحاق قرب مدينة خنيفرة ، على موعد مع لقاء استثنائي يوم السبت 10 أكتوبر 2015، احتضنته قاعة الأفراح، لقاء يندرج ضمن فقرات مهرجان" ثايمات " للثقافة الأمازيغية في نسخته السابعة المنظم بين 9 و 11 أكتوبر 2015 من طرف المجلس الجماعي وبعض الجمعيات والفعاليات المحلية. كان من المنتظر أن يحضر الأستاذ الجامعي محمد الغالي لتأطير النقاش، لكنه اعتذر في آخر لحظة وهو ما جعل المنظمين يرتبكون في البداية في من سيعوض الأستاذ الغائب ويؤسس لنقاش مثمر حول الجبل، نفس المشكل أخر انطلاق اللقاء أكثر من ساعتين عن موعده المحدد . انطلق اللقاء بكلمة ترحيبية بالحضور من طرف مسير النقاش ورئيس المجلس القروي لبلدة أيت إسحاق السيد لحسن أيت إيشو، كما وضح هذا الأخير في كلمة مقتضبة سياق اللقاء و بعض أهدافه، قبل أن تعطى الكلمة لبعض المتدخلين الذين وضعوا أرضية ليتداول فيها الحضور، والذي شمل مجموعة من المنتخبين قدموا من المناطق المجاورة لأيت اسحاق ومنها زاوية الشيخ و القصيبة و تيزي ن إسلي و القباب، بالإضافة إلى عدة فعاليات مدنية و إعلامية من إقيليمي خنيفرة وبني ملال. استدعي الحضور لمناقشة نداء الجبل والذي ذهب السيد لحسن أيت إيشو إلى أنه جاء استجابة لما تعانيه المناطق الجبلية من مشاكل في التنمية، وإقصائها من البرامج التنموية من طرف الحكومات بما فيها الحكومة الحالية وبالتالي ضرورة التفكير بشكل جماعي في خطط تنموية مندمجة تستهدف المناطق المعنية. هذا الإشكال التنموي شكل محورا أساسيا للتدخلات الأخرى في القاعة إذ دعا السيد حسن معروف عن شبكة جمعيات بزاوية الشيخ إلى ضرورة إشراك الجميع عند التفكير في نداء الجبل، لأن فرص تحقيق التنمية أصبحت متاحة اليوم شريطة إشراك الجميع وأعطى المثال بتراث الجبل الذي أعطى لساحة جامع الفنا بمراكش فرصة التصنيف ضمن التراث العالمي. في حين ذهب السيد محمد بطاش الفاعل الجمعوي بزاوية الشيخ إلى أن الإشكال الحقيقي للتنمية يرتبط بطبيعة القوانين المطبقة في تدبير الشأن المحلي والتي تظل خاضعة لوصاية وزارة الداخلية، وهو ما يقف أمام إبداع المنتخبين لمشاريع تنموية تتلاءم وحاجيات وخصوصيات المناطق التي يسيرونها وأعطى المثال بقطاع التعمير، وأضاف بطاش أن الجماعات المحلية تفتقد لموارد مالية قادرة على إنجاز المشاريع الضخمة وأنها تشبه من يطلب الصدقة. والمداخلة الأخيرة كانت للإعلامي مصطفى بوكريم الذي استحضر بعض التحديات التي يواجهها الجبل مشيرا إلى أن الدولة همشت الجبل في خططها التنموية. أعطيت الكلمة بعد ذلك للحضور والذي تناول الموضوع بنوع من الدقة والتعمق أكثر والوقوف عند المشاكل الحقيقية للجبل، على المستوى الحقوقي والسياسي والثقافي والاقتصادي. وعلى رأسها ضمان الاستفادة من الثروات الطبيعية وتثمين التراث المادي واللامادي لساكنة الجبل. انتهى اللقاء بتشكيل لجنة لتحرير التوصيات، ونشرها إعلاميا، كما اتفق على تشكيل لجنة أخرى لمسايرة المشروع، والسهر على تأسيس جمعية أو مؤسسة لتنسيق الجهود والمبادرات التنموية المختلفة بين مجموعة من المناطق وهي: أيت اسحاق، واومنة، أم البخث، زاوية الشيخ، القصيبة، تيزي ن إسلي، أغبالا ن أيت سخمان، سيدي يحيى أساعد، القباب وتغسالين، على أن يتم توسيع التجربة في المستقبل والانفتاح على مناطق أخرى وتجارب جديدة.