قد لا نتساءل بخصوص توقيت الانتخابات و يبدو التوقيت عاديا لكنه بمجرد التأمل في حيثيات هذه البهرجة قد تتناسل الى اذهاننا اسئلة من قبيل: ü لماذا بداية الموسم الدراسي ؟ ü هل هو محض صدفة ان التخطيط لهذا الموعد تزامن مع هذه الفترة العصيبة على المواطن المستضعف؟ لكن الجواب يبدو جليا في الان نفسه عندما تفكر مليا في ما تمليه الظروف السوسيوثقافية و ما يتعرض له المغربي من اكراهات جراء كثرة المصاريف التي يتوجب عليه توفيرها و التي تفرضها عليه بعض المناسبات المتعاقبة . تسلسل هذه المناسبات التي تبدأبشهر رمضان و كل ثقل العادات التي كونها الفهم الشعبي للدين و ما ترسخ و تجدد من تقاليد على مستو الطقوس و الاكل و اللباس وكل مصاريف ختمه بعيد الفطر... و بعدها حلول العطلة الصيفية بعد ذلك و كل هواجسها الاستهلاكية و حركيتها من حيث السفر و زيارات الاهل و الاقارب و ما يفرضه ذلك من شكليات لحفاوة الاستقبال، ليأتي بعد ذلك الموعد/ الامل لكل الاباء لاستقبال مناسبة عزيزة يمني فيها كل انسان النفس بان تكون بداية لموسم دراسي كبداية جميلة للسير قدما نحو مستقبل زاهر. انه موعد له من الاهمية في حياة المغربي مادامت المدرسة وسيلة للترقي الاجتماعي، و هكذا يعمد الناس الى التهافت بكل ماهو متاح و غير متاح الى محاولة توفير الشروط الملائمة لأبنائهم التلاميذ لتحفيزهم على الانطلاقة التي قد تدفعهم نحو التحصيل باجتهاد . و بعد كل هذا ستأتي فرصة اخرى لها من الرمزية الدينية و ما خلفتها من بناء اجتماعي يبرر استهلاكا مكلفا يثقل كاهل الفقير حيث لا أحد يجد مناصا لهذه المناسبة المكلفة الا و هي عيد الاضحى. - اليس هذا الاكراه الذي تشكله هذه المناسبات التي يتشابك فيها الفهم الشعبي للدين و البناء الاجتماعي لواقع اصبح يفرض مستوى معينا من الاستهلاك لا يستفيد منه الا تلك الفئة القليلة المتحكمة في دواليب التدوير الاقتصادي ، كفيل بان يجعل نسوة/امهات، و طفلات/تلميذات في مقتبل العمر، و اباء ارهقهم عبء الزمن الغادر .... كفيل بجعلهم يبيعون قوة عملهم خلال هذه الايام الانتخابية و احتراف الدعاية الانتخابية كعمل موسمي يشكل فرصة لكسب قليل من المدخول المساعد على مواجهات كل هذه المصاريف و لا يهم مع من نعمل مادام العمل مجرد ترديد نسج كلماتي شعري لمدح المرشح او توزيع اوراقه بين الازقة و الدروب مقابل اجر ؟ -أليس هذا التوقيت لاجراء ما يصطلحون عليه استحقاقات انتخابية هو تكتيك محكم نابع من قراءة علمية لواقع المغربي الذي قد يفرض عليه التنازل حتى على مبادئه امام كل الاكراهات التي تعترضه خلال هذه الفترة من السنة؟ مع متمنياتنا بكون اختيار يوم التصويت ايضا(الجمعة) ليس يوما من اجل جعل منابر المساجد فرصة لحث المواطنين على اداء واجبهم الديني في التصويت لكون اهمال ذلك قد يعرض صاحبه للمحاسبة الاخروية.