الخامس والعشرين من نونبر تاريخ مهم بالنسبة للمغاربة سيحدد معالم التصريف التشريعي للعديد من أمور الناس بالبلد. لذا فهو مهم من جميع النواحي. و أهميته تكمن أساسا في اختيار السبل الكفيلة للمرور به إلى الضفة الأخرى بسلام وبنزاهة. مهم بالنسبة للمغاربة. مهم أيضا لوسائل إعلامهم خاصة التلفزيونية. ومهم كذلك بالنسبة لقناة ترى النور في ظروف خاصة اعترتها تحولات كبرى منذ نشأتها. قناة تمازيغت، هذا المرفق التلفزيوني الذي رأى النور خلال سنة ونصف، الآن يجد نفسه في وسط المعمعة الانتخابية ولا بد أن يرفع التحدي في جعل المنبر في الموعد وتفريغ مختلف البرامج الانتخابية التي سيبديها المرشحون في سلة أمينة تصل إلى المغاربة لتقنعهم بالذهاب بكثافة للتصويت. تمازيغت ستكون في الموعد. هذا أكيد. ويفرضه عليها موقعها الإعلامي في تنوير الرأي العام وتقديم مختلف الحيثيات التي تهم هذا الاستحقاق. من الآن شمرت تمازيغت على سواعد طواقمها وهيأت الأرضية المثلى لكي تكون عند حسن ظن الفرقاء السياسيين وعند حسن ظن الشعب الذي لا يريد شيئا سوى تنويره وتهييء الطريق أمامه لكي يذهب مطمئنا إلى عوازل التصويت لاختيار من يرى فيهم الأهلية لحمل أحلامه وانتظاراته الكثيرة جدا والتي ستخرجه من عنق زجاجة الفقر والبطالة والسكن وكل ما إلى ذلك من أبجديات العيش الكريم. كيف؟ الأمر سهل. إعداد برامج تلفزيونية حقيقية تمكن من تسليط الضوء على كل ما يهم هذا الاقتراع المصيري الهام. الأمر سهل وصعب في الآن. والجسامة ترتفع عندما نعلم أن مناطق كبيرة من مغربنا العميق تنتظر أن تستنير بما قد تقدمه تمازيغت من وجوه ذات برامج حقيقية قريبة من هذا الأمازيغي الذي يبقى ورقة رابحة للكثير من الهيئات السياسية بعد أن يثق فيها ويهبها صوته على ضوء ما قد تعده به. الناطقون بالأمازيغية لن تكون لهم الحجة بعد اليوم في عدم حسن الاختيار، لأن الناس سيكلمونهم من الرباط بلغتهم التي يفهمونها أكثر من أي لسان آخر. ولا حجة لهم لأن هذه القناة ستمنحهم مشهدا متنوعا وغنيا من خلال مختلف الأشخاص الذين سيواصلون حملة الإطلالة عليهم خلال الخمسة عشر يوما التي ستستغرقها الحملة في مختلف المدن والقرى المغربية. لأجل ذلك لم يعد من هاجس يؤرق من يسهرون على برامج تمازيغت سوى البحث عن الوسائل المعقولة والمنطقية لكي تصل الصورة كاملة للمتلقي الذي ينتظر بفارغ الصبر في قريته كما في مدينته من أن يكتشف البرامج بلسانه. وهو ما وعته القناة. وتأكد مؤخرا من خلال الاجتماع الذي عقده فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية، والذي استبق الحملة، مع المدير المركزي للقناة محمد مماد. اجتماع استمر النقاش خلاله طويلا. ولم يتضمن من نقطة نقاش سوى عملية الاقتراع المقبل. العرايشي أكد للمدير على أن قناة تمازيغت يجب أن تكون في الموعد منذ الآن. وأن على المدير أن يحرك مختلف أطقمه الصحافية من أجل أن يعملوا على إعطاء صورة إيجابية عن متابعة القناة للحملة. مماد واع بدور القناة في هذا الاستحقاق. وكان واعيا بجسامة مثل هذه المناسبات بعد أن اجتاز اختبار حملة التصويت على الدستور الجديد بسلام. خلال الأيام التي سبقت الفاتح من يوليوز حيث ذهب المغاربة مطمئنين مقتنعين بدستور المملكة الجديد والذي رسم للشعب خارطة مستقبله الجديد. مستقبل جديد سيكون تصريفه الحقيقي وتنزيله على أرض الواقع من خلال اقتراع شعبي سيحدد الخريطة السياسية للمغرب الجديد. ومادام الأمر كذلك وبهذا الهيلمان الكبير، فإن تمازيغت رهان طبقة كبيرة من المغاربة، ما يضعها في المحك حتى تمنح للمغاربة بحكم طبيعة قربها الفرصة عبر ما ستقترحه من فقرات وبرامج سياسية لكي يختاروا منهم الأجدر بتحمل مسؤولية تسيير شؤونهم في منطقتهم وفي المغرب عموما.