أخيرا، وبعد ولادة قيصرية عسيرة، احتفلت ساكنة جماعة حد بوحسوسن بمهرجانها الثقافي في نسخته الثالثة بعدما تمكن المجلس الجماعي، بعد مساع حثيثة، من الحصول على مادة البارود لفرق الفروسية المشاركة . وقد حامت شكوك قبل ذلك حول إلغاء المهرجان بعدما تعذر على المجلس تنظيمه في الفترة المخصصة له والتي كانت محددة في الخامس من الشهر الحالي. لكن بفضل مجهودات جبارة واتصال مكثف من بعض أبناء المنطقة الفاعلين و الغيورين على المنطقة بالمصالح المختصة و السلطات الوصية؛ تمكنت الساكنة من الاحتفاء و الاستمتاع بفقرات العرس المحلي طيلة ثلاثة أيام متتالية بعد أن اشتغل أعضاء المجلس وموظفو الجماعة على قدم وساق لتوفير الأجواء الأنسب لإنجاح التظاهرة. و لعل أهم ما ميز النسخة الثالثة، هو انفتاحها الكلي على جمعيات إقليمخنيفرة وتوسيع قاعدة المشاركين في إحياء الحفل إذ شارك فيها أزيد من عشرة فرق فروسية أجادت فن التبوريضة حيث ساد التناغم بين وقع حوافر الخيول وصوت دوي البارود. وقد شاركت اللحظة فرق محلية وأخرى من والماس و الكعيدة و أيت بوخيو و من مدينة خنيفرة و غيرها . اللوحة الفنية لم تكتمل جماليتها إلا بإيقاعات فن أحيدوس حيث أحيت هذا التراث الأمازيغي الأصيل ثلاث جمعيات رائدة في الإقليم فحوصرت الخيمة الرئيسية بالمئات من المتفرجين الذين استمتعوا بالقوة التنافسية للفرق الثلاثة من حيث نظم الشعر الأمازيغي . دون أن ننسى لمسة شعراء مقتدرين في مجال إنشادن اعتزوا بفخر بالتراث و الهوية المغربية و التعددية الثقافية التي يزخر بها المغرب. في حين نالت مسابقات الرماية نصيبها الوافر من الحضور لا سيما وأن المشاركين يتمتعون بمهارات عالية في التصويب و هم المعروفون على الصعيد الجهوي. واختتمت الليلة الثانية بتوزيع جوائز قيمة على المشاركين كما نوه رئيس المجلس القروي لحد بوحسوسن بالإبداع و التألق و نوه بالعمل الممتاز الذي قام به الجميع لإنجاح المبادرة والارتقاء بها لمستوى أعلى .