إن الحديث عن جماعة تيغسالين كوحدة إدارية، يعني الحديث عن مجال متنوع من حيث البنية الجيومرفلوجية، فهي تتميز بمؤهلات طبيعية متنوعة تشمل المناخ والجريان والغطاء النباتي والترابي. و"كوص" القباب والروافد الغربية لملوية العليا و"أزغار" تيغسالين نموذج لهذا الغنى والتنوع، وتعد هذه المؤهلات بمثابة عناصر قوة للاقتصاد المحلي. تعتبر الغابة من بين الموارد الطبيعية التي تساهم في استقرار وتثبيت الساكنة من خلال ما تتيحه من مؤهلات اقتصادية يلعب فيها شجر الخروب دورا رئيسيا إلى جانب البلوط الأخضر، إلا أن ما يثير الاستغراب هو وجود فئة تسيطر على مراحل تصدير منتوج الخروب، حيث تنهج هذه الفئة سياسة الحمائية وطنيا مستغلة نفوذها السياسي، إذ تتفق على توحيد ثمن شراء المنتوج من الفلاح على الصعيد الوطني، ولضبط الأمور أكثر قسموا المجال الوطني الذي يمتد فيه الخروب فيما بينهم ( الأطلس المتوسط، الريف، الأطلس الكبير). يشكل شجر الخروب حوالي 3% من غابة جماعة تيغسالين، ويحظى بعناية خاصة من طرف الساكنة، لندرته المجالية من جهة ولأهميته الاقتصادية مقارنة مع باقي الأصناف الأخرى من جهة ثانية، إلا أن "لوبي" الأطلس المتوسط يتحكم في ثمنه الذي يحدد له في غالب الأحيان 300 درهم للقنطار الواحد (باستثناء موسم 2006 حيث وصل ثمنه إلى حوالي 700 درهم للقنطار الواحد، وذلك راجع إلى وجود صراعات بين الفئات المسيطرة على المنتوج في تلك السنة). إذن، يعد شجر الخروب بمثابة "الذهب الأخضر" إذا ما تم رفع الحصار عنه وتقنينه، وفتح المجال للمستثمرين قصد إنشاء معمل " تحويل الخروب". وجدير بالذكر أن إدارة المياه والغابات بخنيفرة تتحمل مسؤولية هذا الحصار، وذلك لعدم تبنيها لسياسة تقنين المنتوج والسكوت عما يجري. والغازي العثماني. [email protected]