تفرض التنمية القروية تركيز المجهودات التنموية في تنويع الأنشطة الإقتصادية عامة والأنشطة غير الفلاحية خاصة. والتكيف مع ظروف الوسط الطبيعي والمحيط الثقافي للسكان. يشكل الأطلس المتوسط الهضبي أرضية خصبة لتطوير الأنشطة السياحية، حيث تتنوع خصوصياته الطبيعية، وحضارة تاريخية عريقة، ويحتضن ثروة غابوية وحيوانية فريدة. تشكل جماعة تيغسالين جزء لا يتجزأ من هذا التراث البيئي التاريخي، ولا غروأن نبين بعض المواقع السياحية في المنطقة بعضها لا زال غائبا عن سكان المنطقة، ويعود ذلك الى قلة الأبحاث ، وإذا كانت الجبال مركز القرار في الماضي، فإن جماعة تيغسالين تتوفر على مأثر أركيولوجية لم تعرف النور بعد، ومن أهمها جبل بويغصاين، الذي يتميز بمأثر تاريخية تعود لحقبة الغزو الإيبيري كما تؤكد على ذلك الروايات الشفوية، رغم أن الدراسات التاريخية تؤكد على أن الغزو كان على السواحل فقط، لذلك لا بد من تحريك البحث التاريخي في المنطقة من قبل المتخصصين، وغير بعيد عن تيغسالين المركز توجد الزاوية الدلائية التي زعزعت وقضت على حكم السعديين، واليوم فهي تتعرض لتفكيك خطير، رغم المجهودات التي يقوم بها مسؤولي ايت اسحاق لترميمها، علاوة على أضرحة كان صداها في المدى القريب عبر ارجاء الوطن، كما هو الشأن لضريح المتمرد على سلطة المخزن، المجاهد سيدي علي أمهاوش، واليوم بدا يعرف تراجعا في زيارات المواطنين. أما الخصوصيات الطبيعية، فالجماعة غنية سواء بمناظرها الخلابة ( جبال، أحواض..)، و تحتضن موارد طبيعية متنوعة، فإلى جانب غابات البلوط الأخضر، العرعار الشوكي، الخروب...، توجد عيون مائية هامة ( أغبالو نموحى ومازيغ)، زد على ذلك بحيرة فريدة على بحيرات الأطلس المتوسط، وهي أكلمام أبخان قرب تيمضغاس، وقلنا فريدة لأن شروط حياة الأحياء منعدمة فيها، نظرا لتوفر مواد سامة فيها كالرصاص. إذا كانت الجبال المغربية عامة تتوفر على شلالات مائية بفضلها تم تنمية المجالات المحيطة، فإن جماعة تيغسالين بدورها تتميز بوجود شلال يبهر الزوار رغم قلتهم، وهذه القلة تعود الى صعوبة المسالك وغياب التعريف به، وهو شلال بومورث، مصدر تزويد تيغسالين بالماء الشروب، الذي يوجد بأقا نسيدي الملكي. ( الصورة غنية عن التعليق). أما سياحة المغامرة، فإن المنطقة تتوفر على مغارات لا يعرفها إلا رعاة الماعز في أعالي جبل أقلقول( فوق بويغصاين)، ويؤكدون لنا أنها تمتد على كيلومترات تحت سطح الأرض. ما يكمل التراث التاريخي والجغرافي، هو الطقوس المتنوعة ( أحيدوس، ثاماوايث، تيمديازين...)، ويزيدها حسن الضيافة التي يتميز بها الأمازيغ بصفة عامة. إن هذا التراث أصبح لزاما علينا الإهتمام به والتعريف به محليا ووطنيا ولما لا دوليا، ولا يمكن ذلك إلا من خلال تهيئة وإعداد هذه المواقع من قبل المسؤولين، وانخراط المنطقة في إعداد المخطط المحلي للسياحة بشراكة مع الجماعات القريبة، ومنح بطاقات المرشدين السياحيين لبعض الشباب الذين يبذلون مجهودات للتعريف بالمنطقة. قصارى القول، فالمؤهلات السياحية المتنوعة التي يزخر بها مجال تيغسالين، أصبح علينا التفكير بجد لتنميتها، خاصة وان ساكنة هذه المواقع تشكل بؤر الفقر في الجماعة.