بالإضافة إلى عرض مجموعة من الأفلام الأمازيغية الطويلة ( الوثائقي ” زمن الشعراء الجوالين ، الشيخ لوسيور ” لحكيم بلعباس ، والروائي ” أغرابو ” لأحمد بايدو ) والقصيرة (” ما ثويا ! ” لحميد عزيزي و ” الفاكهة المحرمة ” لنورى أزروال … ) ، وإقامة معرض لإصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، احتضن المركب الثقافي لمدينة إيموزار كندر صباح الجمعة 14 نونبر الجاري ندوة حول موضوع ” عناصر الثقافة الأمازيغية في السينما المغربية ” سيرها باقتدار الباحث إبراهيم حسناوي وشارك فيها بمداخلات قيمة النقاد والباحثون إبراهيم ناجي (السينما الأمازيغية بالمغرب) ومحمد زروال (الأمازيغية في السينما المغربية ، بين المضمر والمعلن ) وفؤاد أزروال (الكوميديا في السينما الأمازيغية ، ملامح من الثقافة المحلية) وسعيد شملال (قدسية القانون الوضعي الأمازيغي في فيلم ” كنوز الأطلس ” لمحمد العبازي) وإدريس أزضوض (مكر التمثلات ، فيلم ” الحلم المغربي ” لجمال بلمجدوب نموذجا) في البداية رحب مسير الندوة بالحاضرين وأكد على أن الهدف من موضوعها هو الوقوف على كيفية توظيف واشتغال عناصر الثقافة الأمازيغية في الأفلام المغربية ولم يفته التذكير بأن اشغال هذه الندوة ستنشر لاحقا في كتاب وذلك في إطار الشراكة التي تجمع بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ونادي إيموزار للسينما . وفيما يتعلق بالمداخلات الخمس التي شكلت العمود الفقري للندوة ، بالإضافة إلى تدخلات أساتذة آخرين أثناء النقاش (أحمد سيجلماسي ، عثمان أشقرا ، حميد عزيزي ، فاطمة أكلاز ، الجزائريان العربي لكحل وعيسى رأس الما…) ، يمكن القول أنها كانت عميقة ومتكاملة ، بعضها تحدث إجمالا عن الفيلم الأمازيغي بالمغرب مذكرا بالعديد من المعطيات المرتبطة بتاريخه ورواده ونقاده ومشاكله ومهرجاناته والقضايا التي تناولها وغير ذلك (مداخلة إبراهيم ناجي) وبعضها فضل التركيز على تحليل فيلمين هما ” الطين جا ” لحسن لكزولي و ” محاولة فاشلة لتعريف الحب ” لحكيم بلعباس للوقوف على الحضور المعلن والمضمر للمكون الثقافي الأمازيغي فيهما (مداخلة محمد زروال) أو تناول البعد الكوميدي في تجربة الفيلم الأمازيغي منذ لحظة الفيديو إلى لحظة التلفزيون والسينما ، باعتباره البعد الأكثر هيمنة ، وتساءل عن أسباب هذه الهيمنة وخصائصها .. (مداخلة فؤاد أزروال) أو تناول موضوع فيلم ” كنوز الأطلس ” بالتحليل للوقوف على خصوصية القانون الوضعي الأمازيغي (إزرف) الفريد من نوعه في تنظيم الحياة داخل المجتمع الأمازيغي عبر المحافظة على السلم والإستقرار وتدبير الامور أثناء الحرب وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الأديان والحفاظ على كرامة الإنسان وحريته وغير ذلك من القيم الإنسانية النبيلة التي تشكل بالفعل كنوزا ينبغي المحافظة عليها وتطويرها (مداخلة سعيد شملال) أو تحليل فيلم ” الحلم المغربي ” لجمال بلمجدوب وعرض مقاطع منه تظهر النظرة الدونية التي يعكسها الفيلم (بوعي أو بدونه) عن الإنسان الأمازيغي وثقافته والصور المنمطة له التي يزخر بها ، عكس أفلام أخرى تثمن الإنسان الأمازيغي وثقافته (مداخلة إدريس أزضوض) ويمكن القول إجمالا أن هذا اليوم الدراسي الذي اندرج في إطار فقرة ” الفيلم الأمازيغي في ضيافة المهرجان ” قد نجح في تسليط مزيد من الأضواء على واقع وتاريخ الفيلم المغربي الأمازيغي وعلى طبيعة حضور عناصر الثقافة الأمازيغية في السينما المغربية ، وقرب هذا المنتوج الفني من جمهور مهرجان سينما الشعوب . وسيفتح هذا النجاح لا محالة آفاقا جديدة للتعاون مستقبلا بين المهرجان ومركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي البصري بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية .